صباح مدينة صيدا الانتخابي كان حيوياً. مع انطلاق عمليات الاقتراع فيها عند السابعة صباحاً، توزع المقترعون على مراكز الاقتراع التي اتخذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية في محيطها، فيما توَّلت عناصر قوى الأمن الداخلي اتخاذ إجراءات مماثلة عند مداخلها وأمام مراكز الاقتراع. ويبلغ عدد الناخبين في صيدا أكثر من 60 ألفاً، أكثر من 85 في المئة منهم من السنة. بدأت حركة السير في غير أوانها، فصباح الأحد ليس يوماً لزحمة السير إلا أن الانتخابات البلدية في صيدا استحوذت على اهتمام كبير تعدى الناخبين والمعنيين إلى لبنان كله. وشهدت مداخلها حرارة في الإقبال فاقت حرارة الطقس وزحمة سير في مؤشر على رغبة الناخبين بالتعبير عن رأيهم بعد التمديد للبرلمان والشغور الرئاسي. ويعود هذا الإهتمام إلى المعركة الحامية التي تتنافس فيها ثلاث لوائح. الحركة في مراكز الماكينات الانتخابية انعكست حيوية في مراكز الإقتراع، وقفزت نسبة الاقتراع فوق ال 40 في المئة. ووصف رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة اليوم الانتخابي بعد الإدلاء بصوته بأنه «يوم عرس للديموقراطية والمنافسة الرياضية». ودعا الى كثافة الاقتراع وتوجه لكل مواطن بالقول: «شارك واختر من تريد». وأكدت النائب بهية الحريري أن «العملية الديموقراطية تنجز بسلاسة. لا نتحدث في الأحجام، بل في الإنماء». وكانت الحريري تابعت عملية الاقتراع خلال جولتها على المراكز. وقالت: «متحالفون مع الجماعة الإسلامية ونحترم الجميع، أسامة سعد صديقنا وهذه عملية ديموقراطية وفي نهاية الانتخابات جميعنا سنضع يدنا بيد بعضنا بعضاً للنهوض بمدينتنا». وعبرت عن ثقتها «الكبيرة بالجماعة الإسلامية، والمسيحيون والشيعة ممثلون في اللائحة وهم في القلب». ولفتت إلى أن «رسالة تيار المستقبل احترام إرادة الناس مهما كانت النتائج». وشدد الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري على أن «22 أيار سيكون يوماً تاريخياً لصيدا التي أكدت عامي 2009 و2010 الولاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما ستكرر التأكيد اليوم، أن صيدا هي مدينة قادرة على التعبير عن قرارها في صندوق الاقتراع». ولفت المسؤول في «الجماعة الإسلامية» بسام حمود إلى «منافسة ديموقرطية والقرار يعود للجمهور الصيداوي الذي سيحدد خياراته». أما رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد (صوت الناس) فأكد «حاجة الشباب لإحداث تغيير فعلي للتخلص من واقع التهميش الذي يعانون منه». وقال: «المشاريع التي نفذت فيها خفايا كثيرة تتعلق بالفساد، ومن يريد تغييراً فعلياً عليه أن إيصال من يمثل صيدا في صناديق الاقتراع. فلتنزلوا وتحاسبوا وتنتخبوا الأفضل». وأضاف: «لا يهمنا التوافق ولم نسع إليه ولن نسعى إليه، فهناك نهجان مختلفان ومتناقضان». وأكد عبد الرحمن البزري أن نسبة الاقتراع شبيهة بعام 2010، وأشار الى أن «الصيداويين يمارسون حقهم الديموقراطي بالاقتراع وبعد النتائج ستكون البلدية الرابحة لكل صيدا». ولفت القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» علي الشيخ عمار إلى أن «هناك تعاطف كبير مع هذه اللائحة خصوصاً أنها المرة الاولى التي تخوض فيها لائحة إسلامية في شكل مستقل». ومع اقفال الصناديق حضر زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري الى صيدا للمشاركة في ختام اليوم الانمائي. وفيما اتّسم اليوم الانتخابي في صيدا بالهدوء، سجّل إشكال في حارة صيدا، التي تتنافس فيها لائحتان الأولى «التنمية والوفاء» المدعومة من «حزب الله» وحركة «أمل» والثانية «إنماء صيدا» برئاسة رئيس البلدية الحالي سميح الزين الذي تمرد على حركة «أمل» و«حزب الله» علماً أنه كان محسوباً على «أمل» والاشكال جاء على خلفية تشطيب في اللوائح، تطور إلى تدافع بين مندوبي المرشحين ثم مع القوى الأمنية ما أدى إلى إقفال مركز للاقتراع ربع ساعة. المشنوق جال في صيدا والنبطية وجزين وجال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق على سراي صيدا، النبطية ومراكز الاقتراع في جزين. وعقد اجتماعاً موسعاً مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في الجنوب للبحث في خطة سير العملية الانتخابية. وأكد «جاهزية الوزارة لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، كذلك جاهزة لئلا تقبل التمديد أبداً»، مشدداً على أن «اكتمال النصاب الدستوري يكون بانتخاب رئيس جمهورية في غياب أي ضمانة بأن المجلس النيابي الجديد بعد انتخابه لن يتعرض للعقبات نفسها التي يتعرض لها المجلس الحالي». وأشار من سراي صيدا، إلى أن «النظرة الدولية للانتخابات البلدية فيها تقدير واهتمام». وشدد على أن «الحوادث التي وقعت محدودة جداً». وترأس في سراي النبطية، اجتماعاً أمنياً وإدارياً شارك فيه محافظ النبطية محمود المولى وقادة أمنيون، وأعلن بعده أن «الإقبال متوسط، لكن الناس متحمسون في بعض النقاط الحارة»، مشدداً على أن «الوضع الأمني مضبوط وينتظر أن يكون الإقبال أعلى بعد الظهر». وعن امتناع الأهالي عن المشاركة في كفرصير، أجاب: «هناك إشكالات حزبية، لكن الأفضل أنهم امتنعوا بدل أن تحصل إشكالات، على أن تتم الانتخابات في وقت مناسب». وأكد خلال جولته في جزين «متابعة موضوع الرشاوى»، لافتاً إلى أنه «محدود جداً ويعالج فوراً». وقال إن «الانتخابات هادئة ونسبة الإقبال مرتفعة».