قال حزب الله وأمل أمس الأحد انهما فازا بجميع المقاعد الثلاثة والعشرين في الانتخابات العامة بجنوب لبنان. وقال رئيس مجلس النواب اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري في مؤتمر صحفي ان اللائحة المشتركة قد فازت بجميع المقاعد. وبلغ معدل المشاركة في المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية في لبنان التي جرت أمس في محافظة الجنوب 45 في المئة بحسب تقديرات رسمية. وقال مسؤول رفض كشف اسمه ان «معدل المشاركة في دائرتي الجنوب يناهز 45 في المئة». وواصل فريق المراقبين الدوليين للانتخابات النيابية مهمته في جنوب لبنان تماما كما فعل مع انطلاق المرحلة الاولى من الانتخابات في بيروت الاحد الماضي. وتوزع اعضاء الفريق الدولي ميدانيا لمتابعة سير الانتخابات في كل انحاء الجنوب بحسب المهمة الموكلة اليهم تمهيدا لوضع التقارير. ووصف رئيس البعثة الاوروبية لمراقبة الانتخابات خوسيه سالافرانكا في تصريح للصحافيين عقب تفقده مراكز الاقتراع في صيدا والزهراني الاجواء بالممتازة مشيرا الى انه لم يلاحظ اية مشاكل او مخالفات. ولفت الى ان الناخب يمارس حقه الانتخابي كما يجب موضحا بانه سيضع تقريرا كالعادة بكل ما شاهده. إلى ذلك، أشار تليفزيون (بي. بي. سي) الى أن الكثير من الناخبين في الجنوب اللبناني لا يزالون يشعرون بالعرفان والامتنان لحزب الله لقيامه باجبار الجيش الاسرائيلي على ترك الجنوب اللبناني الذي احتلته اسرائيل لنحو 20 عاما ولهذا فهم يصوتون لصالحه. كما أنهم يؤكدون رغبتهم في الابقاء على حزب الله مسلحا ليستمر في توفير الحماية لهم في مواجهة اسرائيل. ولم تجر المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية في لبنان، والتي بدأت أمس في الجنوب خلافاً لما كان متوقعاً، على صعيد المعركة الانتخابية، اقتراعاً ومشاركة، أو على صعيد النتائج المحسومة سلفاً للائحة التنمية والتحرير والمقاومة، التي شكلت أوسع ائتلاف حزبي في لبنان، إذ جمعت «حزب الله» مع «حركة أمل» التي يتزعمها الرئيس نبيه بري في «تيار المستقبل» بشخص النائب السيدة بهية الحريري. إلى جانب أحزاب «القومي» و«البعث» و«التنظيم الناصري». وفي ظل تزكية حصلت في صيدا بفوز السيدة الحريري والنائب أسامة سعد، وفي مدينة جزين المسيحية، لعدم وجود مرشحين منافسين لمرشحيها الثلاثة، بسبب مقاطعة «التيار العوني» لهذه الانتخابات في هذه المدينة، في مقابل مقاطعة «الجماعة الإسلامية» في صيدا الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً. وبالنظر لعدم وجود منافسين أقوياء للائحة التي أطلق عليها عبارة «المحدلة»، وبضحالة عدد المرشحين الذين لا يتجاوزون ال36 مرشحاً يفترض أن يتنافسوا على 23 مقعداً في دائرتي الجنوب الأولى والثانية، فقد كان من الطبيعي أن تتسم المعركة بالبرودة، خصوصاً وأن نتائجها محسومة، الأمر الذي انعكس برودة في الاقبال على صناديق الاقتراع، لا سيما في مدينة صيدا، التي لم تتجاوز نسبة الاقتراع فيها ال20 في المائة. وأشارت السيدة الحريري بعد الاقتراع بصوتها في صيدا، أن الأمل كبير في ارتفاع نسبة الاقبال من قبل الصيداويين، وأشارت إلى أنها تحترم موقف «الجماعة الإسلامية» الذي ساهم في تأمين الفوز لها بالتزكية، وللنائب أسامة سعد بامتناعها عن الترشيح، لكنها أشارت أن للجماعة أنصاراً سيقومون بواجبهم الديمقراطي. ونفت اللجنة الانتخابية لحركة «أمل»، في بيان ما تناقلته وسائل الإعلام عن مقاطعة أو قلة حماسة انتخابية، معتبرة أن الإقبال الكثيف الذي شهدته أقلام الاقتراع في الدائرة الأولى دليل على اهتمام الجنوبيين بهذه العملية، وستكون الانتخابات استفتاء حول الخيارات الوطنية التي قدم الجنوبيون من أجلها آلاف الشهداء. وأكد البيان أن الانتخابات هي انتخابات الجنوبيين من مختلف الطوائف الذين يتقاسمون المحرر انور ياسين من قيادي الحزب الشيوعي، وفوزي ابو حاش وناجي بيضون. وقال الأسعد بعدما أدلى بصوته في بلدة الزرادية «ليس المهم أن نصرح المحدلة، بل أن نكسر الخوف فينا، معتبراً أن حظوظه في الفوز هو بحسب اقبال الناخبين، فإذا كان الاقبال متدنياً فلا حظ لنا، اما اذا ارتفع فحظنا وفير. وواكبت العمليات الانتخابية في هاتين الدائرتين تدابير أمنية اتخذتها القوى الأمنية، وفي حضور قوى لمراقبي بعثة الاتحاد الأوروبي الذين انتشروا على اقلام الاقتراع لتسجيل ملاحظاتهم. وقام رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في الصباح، بجولة على مراكز الاقتراع، يرافقه وزراء الداخلية حسن السبع والعدلية خالد قباني والاعلام شارل رزق. وأكد ميقاتي في مؤتمر صحافي عقده في صيدا، ان الانتخابات تسير في مسارها الطبيعي ضمن اجواء النزاهة والشفافية والحرية التامة. ولفت الى ان المراقبين الدوليين اثنوا على أداء الحكومة بالنسبة الى عملية الانتخابات، لافتاً الى ان الفضل في ذلك يعود الى المواطن، وعزا قلة الاقبال على الاقتراع الى العدد الضئيل من المرشحين والى فوز 6 نواب بالتزكية من اصل 23 مقعداً، بالاضافة الى وجود قرار من قبل بعض القوى السياسية، الذي قال إنه رأي نحترمه واذ كنا نقول إنه لم يكن أمامنا سوى خيار اجراء الانتخابات وفق القانون العائد للعام 2000.