اجتازت محافظتا جنوب لبنان والنبطية امس، الانتخابات البلدية والاختيارية بصعوبة في بعض المناطق وبسلاسة في مناطق اخرى، وارتفعت حرارة المنافسة في بلدات وقرى غاب عنها التوافق لمصلحة منافسة سياسية احياناً وعائلية احياناً اخرى. وانتقلت حماوة التنافس من الصناديق الى محيط أقلام الاقتراع وصولاً الى الشارع، وتجسدت إشكالات وعراكاً وتعديات وصولاً الى تفجير قنابل في الجو لتوتير الأجواء وطعن بالسكاكين لاثنين في صيدا. وبلغت هذه الحماوة ذروتها في مدينة صيدا التي تحولت الى ثكنة عسكرية. وبلغ عدد الموقوفين في نهاية اليوم الانتخابي الطويل والمرهق العشرات. ولم تشهد البلدات والقرى الشيعية او ذات الغالبية الشيعية منافسة انتخابية لانتفاء الخصومة السياسية او لكونها من لون واحد، وشكلت خرقاً لهذه الحال بلدتا الرمادية وشمع - قضاء صور حيث شراسة المعركة تمظهرت عائلياً وليس حزبياً، وفي كفر رمان والنبطية، على عكس ما حصل في صيدا وجزين وجوارها، ف «التيار الوطني الحر» يخوض الانتخابات البلدية للمرة الأولى في جزين ومحيطها في معركة تأكيد ان شرعيته النيابية لم تكن طارئة، في حين ان صيدا كانت المعركة الانتخابية فيها نسخة عن معركة الانتخابات النيابية، حاول من خلالها فريق سياسي تعويض خسارته للمقعد النيابي بحضور بلدي مع بقاء حليفه الرئيس الحالي للبلدية على الحياد. br / وكانت صناديق الاقتراع فتحت امام 756377 ناخباً، لانتخاب 186 مجلس بلدية، بعد فوز 71 مجلساً بالتزكية، ولانتخاب 516 مختاراً من بين 1473 مرشحاً بينهم 27 مرشحة بعد فوز 94 مختاراً بالتزكية و891 عضواً اختيارياً من بين 753 مرشحاً بينهم 29 مرشحة، وسط اجراءات امنية مشددة. وجال وزير الداخلية والبلديات زياد بارود في الجنوب، وتحدث في محطتين له في سراي صيدا وسراي النبطية عن إشكالات امنية متوقعة ومحسوبة «نظراً للتشنج السياسي الذي سبق العمليات الانتخابية. لكن الامور تعالج فوراً وغرفة العمليات في الوزارة تتلقى تباعاً عدداً من الشكاوى التي يمكن وصفها بأنها بسيطة كبعض الشكاوى اللوجستية والتقنية». وذكر بأن الوزارة «على مسافة واحدة من الجميع بمعزل عن انتماءاتهم السياسية». تابعت «الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات» سير عملية الاقتراع واعتبرت في بيانها الاول انها جرت «في ظلّ جوّ هادئ ومنتظم في شكل عام، باستثناء بعض الحالات لا سيما في صيدا». ورصد المراقبون «اتجاهاً عاماً لإنضاج لوائح التزكية في الكثير من القرى والبلدات، حيث استمر الضغط على المرشحين بالانسحاب حتى لحظات الفجر الاولى، ما أدى الى ارباك الناخبين وهيئات القلم الذين حضروا صباحاً إلى المراكز وفوجئوا بإلغاء الانتخابات، كما سجل إرباك في مدينة صور بعد إعلان التزكية مساءً، بعد رفض ترشح المرشح الوحيد المتبقي عشية الانتخابات، والذي تقدم بطعن لدى مجلس شورى الدولة ولم يحظ بقرار قبل الشروع بالعملية الانتخابية». وسجل المراقبون بحسب التقرير «دخول مندوبي لائحة تحالف حزب الله - حركة امل الى احد أقلام الاقتراع في بلدة دير القنطار بأجهزة اللاسلكي، ما ادى الى إشكال مع مندوبي اللائحة المنافسة الذين انسحبوا احتجاجاً. وسجل حصول توتر في بلدة الرمادية - قضاء صور نتيجة الضغط على الناخبين لمصلحة احدى اللوائح. وقام شيخ بلدة يحمر في محافظة النبطية بدعوة جميع المواطنين من خلال مأذنة الجامع الى التصويت لإحدى اللوائح مؤكداً عدم التشطيب. وحصل إشكال امني في بلدة رميش في قضاء مرجعيون بين مندوبي اللوائح المتنافسة الذين يتقاذفون التهم المتبادلة حول الإنفاق والرشى، ما أدى الى عراك بالأيدي».