دعا الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض، اليوم مجلس الأمن الدولي الى "إلزام الحكومية اليمنية بإخراج الجيش من الجنوب"، وذلك اثر مقتل العشرات بمواجهات بين الجيش والقاعدة في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن. وقال البيض في بيان "نحمّل نظام صنعاء وكل أقطابه المتصارعة ما جرى يوم أمس من صراع بين قوى الإرهاب في عدن في المنطقة العسكرية، والذي حصد عشرات القتلى والجرحى من ضمنهم مواطنين آمنين في بيوتهم وترهيب المواطنين في عدن". ودعا "مجلس الأمن الدولي الى إلزام نظام صنعاء بإخراج معسكراته من الأحياء"، التي تكتظ بالسكان في العاصمة (الجنوبية) عدن وفي المكلا وبقية مدن الجنوب. وأسفرت مواجهات بين الجيش اليمني وعناصر من القاعدة، أمس الأربعاء، عن مقتل 17 من الجانبين إثر هجوم لعناصر التنظيم استهدف مقر المنطقة العسكرية الرابعة وسط مدينة عدن. وقال البيض في بيانه إنه "منذ انتهاء ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني، فتحت مخرجاته شهية قوى الإحتلال العسكري لمزيد من إراقة دماء شعب الجنوب وقتل الأبرياء من المدنيين وهدم المنازل". يشار الى أن علي سالم البيض هو رئيس "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" بين عامي 1986 و1990، وقّع على إتفاق الوحدة مع رئيس "الجمهورية العربية اليمنية" علي عبد الله صالح، لتأسيس "الجمهورية اليمنية" وذلك في 22 أيار/مايو العام 1990. وعبّر البيض عن قلقه إزاء ما وصفه ب"العنف المستمر في الجنوب منذ انتهاء مؤتمر الحوار الوطني اليمني وصدور قرار مجلس الأمن وامتناع سلطات صنعاء من السماح للمنظمات الدولية ذات الصلة بالوصول الى المناطق المنكوبة، كما جرى في الضالع، وهذه جريمة أخرى تمارسها سلطات الجيش اليمني". وجدّد البيض تأكيد مواقف "الحراك الجنوبي" الرافضة لنهج الإرهاب، مشيراً الى أن "الجنوب تاريخياً بيئة طاردة وغير حاضنة للإرهاب، وأن الجنوب قد اكتوى بنار الإرهاب منذ شراكة تلك العناصر مع نظام صنعاء في احتلال الجنوب عسكرياً في تموز/يوليو 1994". يذكر أن الحراك الجنوبي أُسّس مطلع العام 2007 ويضم القوى والحركات والشخصيات اليمنية في جنوب البلاد التي تطالب بالإنفصال عن الشمال، وعودة دولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". واعتبر البيض أن "فتاوى التكفير التي طالت شعب الجنوب، وما تعرّضت له عدد من مناطق الجنوب من هجمات إرهابية ومحاولات إسقاط المدن والمناطق، وما جري في عدن وحضرموت ولحج وعدد من مدن الجنوب، يأتي ضمن مسلسل صراع أجنحة الإحتلال العسكرية، وتحويل الجنوب الى ساحة للصراع بينهم". وأضاف "لكن المؤسف أن مجلس الأمن يعتبر منظومات الإرهاب اليمنية ضمن آلية شراكة مكافحة الإرهاب"، معتبر أنه "موقف متناقض ومحيّر". ولفت الى أن "مجلس الأمن في قراره الأخير قد أثبت بطريقة غير مباشرة صحة طرح الحراك الجنوبي بأنه ليس من المعرقلين للمبادرة الخليجية لأنه ليس طرفاً فيها ولم يكن من الموقعين عليها". وطالب الرئيس اليمني السابق، مجلس الأمن الدولي بتبني "مبادرة جديدة لحل قضية الجنوب، لأن المبادرة الخليجية تم تصميمها لفض النزاع القائم في صنعاء ونقل السلطة، وتسوية النزاع القائم هناك".