وصل الآلاف من أنصار "الحراك الجنوبي" الذي يدعو لانفصال جنوب اليمن عن شماله، الى مدينة عدن اليوم السبت، عقب مسيرة راجلة استمرت ليومين قادمة من مدينة عتق لدعم إحياء مناسبة "التصالح والتسامح" بين مكونات القوى السياسية في جنوب اليمن المقررة غداً الأحد. وقال القيادي في "الحراك الجنوبي" في خطاب موجّه الى مناصري الحراك "إن رفضَنا للحوار الوطني اليمني لا يعني أننا عديمون، ولكن لسنا طرف فيه ونحن على استعداد كامل للحوار مع المجتمع الدولي كخطوة أولى من ثم التفاوض مع المحتل اليمني (في اشارة الى الحكومة اليمنية في صنعاء) من خلال إطلاق مبادرة دولية جديدة تضمن استقلال الجنوب وحماية شعبه من الإبادة الجماعية، ويكون الرئيس علي سالم البيض الممثل الشرعي للشعب الجنوب". وتحدث عن مهرجان "التصالح والتسامح"، وقال "إننا ندرك أن التصالح والتسامح تعد قيم إنسانية وحضرية لا يعرفها إلا الأقوياء والشجعان وليس هي فقط شعارات ترفع في المهرجانات وتظل عديمة الفائدة إذا لم نغيّر في سلوكنا وتصرفاتنا " ويتظاهر الآلاف من أنصار "الحراك الجنوبي" منذ الخميس الماضي بعدة محافظات جنوب اليمن تدعو لإحياء ذكرى مناسبة "التصالح والتسامح" المقرر أن تتم في ال13 من الشهر الجاري بمدينة عدن. ويخشى مراقبون سياسيون أن تسقط مدينة عدن بيد عناصر "الحراك الجنوبي" خلال مظاهرة الغد في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه اليمن منذ احتجاجات أطاحت بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح العام الماضي. يشار الى أن مناسبة ذكرى "التصالح والتسامح" تعقد منذ سنوات في مدينة عدن بمناسبة التوافق بين القيادات التاريخية لجنوب اليمن ممثلة في الرئيس البيض وعلى ناصر محمد، اثر نزاع عنيف وقع بين الطرفين في 13 كانون الثاني/يناير 1986. وبدأ "الحراك الجنوبي" في تموز/يوليو 2007 كحركة مطلبية تنادي بعودة نحو 70 ألفاً من الموظفين المدنيين والعسكريين الذين فقدوا مراكزهم إثر حرب أهلية بين شمال اليمن وجنوبه، انتهت باحتياح قوات الشمال للجنوب. وتدرّج الحراك في مطالبه لينتهي بالمناداة باستعادة دولة الجنوب التي كانت مستقلة، حتى الإعلان عن توحيد شطري اليمن في 22 أيار/مايو 1990 بعد مفاوضات طويلة وشاقة بين الطرفين.