أبدى الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض استغرابه مما اعتبره صمت دول الخليج حيال الاحداث في جنوب اليمن ووصف مايجري ب"مجازر جماعية بحق الجنوبيين". وقال البيض في نداء للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني حصلت يونايتد برس انترناشونال على نسخة منه: "ليس الغريب جرائم الاحتلال اليمني فحسب، بل الأكثر استغراباً هو الصمت الاقليمي من الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي". وأضاف البيض في النداء الذي يعد الاول بسبب فتور علاقاته مع دول الخليج: "هذا الصمت غير المبرر الذي جعل الاحتلال اليمني يستمرئ دماء جيرانكم في الجنوب ويتفنن يوما بعد يوم في ارتكاب الجرائم، مستغلا التعتيم الإعلامي المفروض على قضية شعب الجنوب". وأشار إلى ما وصفه ب"تدهور الوضع الإنساني وتزايد الإنتهاكات والمجازر الجماعية والقتل الفردي اليومي بشكل غير مسبوق"، مقدماً عرضا لنشاط (الحراك الجنوبي) منذ يوليو (تموز) 2007، ومعتبراً أن الحراك سبق ثورات الربيع العربي في المطالبة بنيل حقوقه في استعادة دولة الجنوب التي كانت مستقلة الى ما قبل قيام الوحدة اليمنية 1990 . وأوضح أن قضية شعب جنوب اليمن لم تحظ بأي اهتمام تستحقه كما حصلت عليه ثورة التغيير في صنعاء في (2011) وتجسد هذا الاهتمام بإخراج مبادرة خليجية. وقال البيض ان "المبادرة الخليجية تمت برعاية ومباركة إقليمية ودولية لحل أزمة صراع المصالح والنفوذ بين أجنحة نظام صنعاء الموغل في الفساد وصناعة الإرهاب في المنطقة، ولم تشر هذه المبادرة إلى قضية الجنوب العادلة التي تعتبر جوهر الصراع اليوم". واتهم ما أسماه "الاحتلال" بتدمير القرى على رؤوس ساكنيها في شبوة وردفان والضالع والقتل اليومي في العاصمة عدنوحضرموت حيث بلغ عدد الكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية التي تم إغتيالها ما يقارب من 105 عنصرا خلال الشهر الماضي . وتابع: "مما يؤسف له حقا، إننا لم نر أي استنكار أو إدانة لهذه الجرائم من قبل الأممالمتحدة أو الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي أو لجان حقوق الإنسان التابعة لها". وتدور مواجهات مسلحة بين الجيش اليمني وعناصر الحراك الجنوبي منذ شهرين أدت الى مقتل وجرح العشرات من الجانبين. ويشهد جنوب اليمن حالة غليان شديدة منذ الدعوة الى "الهبة الشعبية" في حضرموت منذ نهاية كانون الاول (ديسمبر) الماضي، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المحتجين والعسكريين اليمنيين في اكثر من محافظة جنوبية. وكان اليمن توحد سلمياً صيف 1990 ووقع اتفاقية الوحدة عن الجنوب البيض وعن الشمال نظيره السابق علي عبد الله صالح، لكن سرعان ما اندلعت حرب اهلية بينهما أدت الى اجتياح قوات صالح لجنوب اليمن في يوليو (تموز) 1994.