نجحت القوات الحكومية السورية في استرجاع مواقع سيطر عليها تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور، وسط مخاوف من تصاعد الصدام بين الفصائل الإسلامية التي تهمين على بلدات الغوطة الشرقيةلدمشق، بعد أنباء عن إهدار «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة» السوري، دم عناصر «جيش الإسلام» أحد أقوى الفصائل المسلحة في ضواحي العاصمة السورية. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير من ريف دمشق، إلى «تجدد الاشتباكات العنيفة» بين «جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وفصائل جيش الفسطاط من طرف آخر، في أطراف بلدة مسرابا بغوطة دمشقالشرقية». وفصائل جيش الفسطاط هي تحالف لجماعات بقيادة «جبهة النصرة». وتحدث المرصد عن «حالة توتر متصاعدة بين الأهالي بسبب الاشتباكات الدائرة بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، وسط تخوف من مآلات الوضع فيها». وكان لافتاً ما أورده المرصد عن «قيام خطباء من جبهة النصرة بالتحريض على قتال جيش الإسلام»، إذ نقل عن أحد الخطباء أنه «نادى على المواطنين في أحد مساجد مدينة سقبا بالقول: «قتال جيش الإسلام واجب على كل مسلم». ويمكن أن يؤشّر مثل هذا الكلام إلى فشل مساعي التهدئة بين الطرفين وإلى إمكان حصول انفجار أكبر بينهما. ورد «جيش الإسلام» في الأيام الماضية على اتهامات بتورطه في عمليات اغتيال لمعارضيه في الغوطة الشرقية، ونظّم لقاء علنياً لقائده عصام بويضاني مع فاعليات في معقله في مدينة دوما. وقال بويضاني في اللقاء الذي بثه «جيش الإسلام» على موقعه إن الاتهامات التي تطاوله إنما هي «ادّعاءات» صادرة عن «التحالف الباغي المكوّن من جبهة النصرة وفيلق الرحمن وفجر الأمة». وقدّم «جيش الإسلام» خلال اللقاء موقوفاً يدعى «أبو أمير الأردني» وهو «أمير وشرعي في جبهة النصرة» في الغوطة، والذي أكد «نية جبهة النصرة في الغوطة القضاء على جيش الإسلام». وأوضح الأردني أمام الحضور، وفق ما جاء في الشريط الذي بثه «جيش الإسلام»، أن «جبهة النصرة هي من تقف خلف اغتيالات الغوطة الشرقية». ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن «المرصد» إن «أكثر من 300 عنصر قُتلوا خلال اشتباكات ناتجة من صراع على النفوذ بين الفصائل الإسلامية في الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى أن هذه الاشتباكات «مستمرة» منذ 28 نيسان (أبريل) الماضي. وتنتمي غالبية القتلى إلى «جيش الإسلام» و «جبهة النصرة»، كما قتل العشرات من فصيل «فيلق الرحمن». في غضون ذلك، أكدت حكومة دمشق أمس أن قواتها استعادت السيطرة على «مستشفى الأسد» في دير الزور بعد ساعات من استيلاء تنظيم «داعش» عليه، مؤكدة أن بعض أفراد الكادر الطبي قُتل «بالسلاح الأبيض»، وهو أمر كان «حزب الله» اللبناني أول من كشفه مساء السبت.