لم يجد مغردون بداً من التدخل في محاولات لإصلاح ذات البين بين الجارتين السويد والنروج بعد تغريدات «متبادلة» بين الحساب الخاص بالدولتين الإسكندنافيتين إثر اقتراح عابر من أحد المغردين السعوديين لأمانة منطقة الرياض باستحداث حساب شبيه بحساب دولة السويد الرسمي، وهو ما حدا بحساب النروج إلى التعليق بأن السويد ليست «الوحيدة» التي لديها حساب يخص الدولة وقوانينها باللغة العربية. ولم تتوقف القصة عند المداخلة النروجية، إذ بادر مغرّد آخر بوضع حساب إمارة دبي، فما كان من حساب السويد إلا الرد بأن النروجيين يأتون للتسوّق في السويد كما هي الحال بين الجارتين السعودية والإمارات. وأظهرت النروج عبر حسابها بعض الصور لأحد المجمعات، مبينة أنه أكبر مراكز التسوق التي يقصدها النروجيون في السويد، وأن السويديين ينتظرون قدوم النروجيين في فصل الصيف لتحريك الاقتصاد، خصوصاً في جنوب غربي السويد. إلا أن الأمور خرجت عن السياق التوضيحي، لتبدأ المقارنة بين الجارتين السويد والنروج، إثر سؤال أثاره أحد المغرّدين عما إذا كانت النروج متفوقة في التعليم على السويد، فبادرت الجارة السويد مرة أخرى بوضع حساب النروج، طالبة الاستفسار منها شخصياً. وعندئذٍ، بدأت النروج باستعراض محاسنها بنشر معلومات عن حقيقة التعليم فيها، وأنه يمكن أن يكون مجانياً، بعد الحصول على القبول الجامعي، وبدأت الأسئلة تنهال على الحساب عن إمكان الحصول على الجنسية النروجية بالزواج من النروج، والبقاء فترة طويلة، وكان تجاوب النروج عبر وضعها رابطاً فيه شرح مفصل عن الدراسة فيها. وعلى خلاف حال جيران العمارات والأحياء السكنية التي تعجّ بالحكايات والسيناريوات الغريبة، التي قد تصل إلى أبواب المحاكم، بعدما تضيق كل السبل التي من شأنها أن توصل إلى حلّ ودّي، فإن خلاف الجارتين السويد والنروج كان ودياً، وامتلأ بالمعلومات المهمة للجارتين عن أنظمة الإقامة والاقتصاد والتعليم. إلا أن «استظراف» بعض المغرّدين السعوديين كان بارزاً في حلّ سيل الردود بين الجارتين، وتهدئة خلاف المنافسة بينهما، في كلمات حاولت إنهاءه ودياً، من دون أن ترتفع أصوات الجدل. ومع هذا، فالروابط الجغرافية والاقتصادية واللغوية التي تقرب النروج من السويد لا تقل قوة عن تلك التي تربط بين السعودية والإمارات، أو بقية الدول القريبة، إذ كانتا دولة واحدة قديماً، وانفصلتا إثر استفتاء جاء بأكثرية ساحقة (200 ألف في مقابل بضع مئات من الأصوات).