صعّدت إسرائيل حملتها الديبلوماسية على النروج بداعي تبني «سياسة مستفزة» لها، وأوكلت مهمة التأجيج لوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان «لتصفية الحساب الطويل» مع أوسلو، بحسب توصيف الإذاعة العسكرية، فيما اعتذرت إسرائيل للسويد على اتهامها بأنها تجري اتصالات «ممنوعة» مع حركة «حماس». وأفادت الإذاعة العبرية أن أجواء توتر شديد سادت لقاء ليبرمان نظيره النروجي الأسبوع الماضي في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وقالت إن ليبرمان طرح على مسامع نظيره الشكاوى الإسرائيلية الكثيرة من السياسة التي تنتهجها النروج، وفي مقدمها الاتصالات مع «حماس» والاعتراف بذلك على الملأ، وبقاء المندوب النروجي لدى الأممالمتحدة في القاعة أثناء إلقاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كلمته أمام الجمعية العمومية، و «الإمساك بالخيوط» في مؤتمر «دربان 2» المناهض للعنصرية في الربيع الماضي، ثم إعلان حكومة النروج العام المقبل للاحتفال بمرور 150 عاماً على ولادة الأديب كنوت هيمسون الذي تعتبره إسرائيل «نصيراً للنازية والزعيم النازي أدولف هتلر» إذ «كتب نعياً مؤيداً لهتلر وقال عنه إنه أراد أن يساهم في السلم الدولي»، وأهدى جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها في ثلاثينات القرن الماضي لوزير الإعلام النازي جوزيف غوبلز. وقالت الإذاعة إن الوزير النروجي رد على ليبرمان بالقول ان بلاده تميز بين مساهمة همسون في الإبداع وبين آرائه السياسية. لكن ليبرمان رد باتهام النروج بأنها «تقوم بلعبة مزدوجة»، وعليه قررت الخارجية الإسرائيلية تصعيد الحملة الديبلوماسية على النروج عملاً بالسياسة التي يرسي لها ليبرمان بأنه «لا يجب على إسرائيل تملق دول العالم». وأضافت أن الأخير تعمد أن يكون لقاؤه نظيره النروجي متوتراً. ووصف وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق ألون ليئيل النروج بأنها «خصم أيديولوجي لإسرائيل»، مضيفاً إن صورة إسرائيل في هذا البلد «إشكالية». وقال للإذاعة العسكرية إن النروج «تحاول أن تبعث لنا برسائل في اتجاهات عدة: اتصالاتها مع حماس، مواقفها المعارضة للاستيطان ومقاطعة منتجات المستوطنات، وباختصار هي ليست مرتاحة للسياسة الإسرائيلية». وزاد ان الحديث هو عن «دولة لها تاريخ من النضالات من أجل حقوق الإنسان ولديها سياسة مبلورة في هذه المسألة». وأردف: «النروجيون هم من الفايكينغ المتشددين الذين لا يرتدعون أيضاً من ليبرمان، هذه دولة تحارب منذ خمسين عاماً من أجل حقوق الإنسان وكانت الدولة الأولى في الغرب التي حاربت فعلياً نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وقاطعت البضائع الواردة منه... للنروج سياستها الخارجية وهي تؤمن بما تقوم به، إنها خصم ايديولوجي قرر أن يعلمنا درساً»، لكن «يجب العمل على التغلب على نقاط الخلاف» بين البلدين. في غضون ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» أن إسرائيل أقرت بالخطأ الذي ارتكبته باتهام السويد بإجراء اتصالات وإقامة علاقات مع «حماس». وقالت إن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي شكا في شدة قبل أسبوعين لوزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس سلوك السويد واتصالاتها مع «حماس»، قائلاً إن هذه السياسية تتنافى وسياسة الاتحاد الأوروبي، كشف لاحقاً أنه لم يدقق في المعلومات التي وصلت إسرائيل في هذا الشأن. واتهمت أوساط في مكتب رئيس الحكومة وزارة الخارجية بالاعتماد على ادعاءات موظفين أوروبيين صغار بأن السويد تقيم علاقات مع «حماس».