أعلنت وزارة الداخلية الألمانية في برلين أمس أن أعداد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا تابعت تراجعها خلال نيسان (أبريل) الماضي، بينما نقلت صحيفة «بيلد» اليومية عن «مصادر مأذونة» أن الاتحاد الأوروبي يفكر حالياً في وضع بدائل لاتفاقية وقف الهجرة التي وقعها مع تركيا بسبب التهديدات التي يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وجه بروكسيل، بخاصة بعد فرضه الاستقالة على رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي يُعتبر مهندس الاتفاقية. وأعلنت الداخلية الألمانية في بيان تسجيل حوالى 16 ألف لاجئ فقط خلال الشهر الماضي مقابل 20 ألف لاجئ في آذار (مارس) الذي سبقه. وكان دخل إلى ألمانيا 60 ألف لاجئ تقريباً في شباط (فبراير) الماضي، وحوالى 90 ألف لاجئ في كانون الثاني (يناير) الماضي. ويعود السبب الأساس في انخفاض أعداد اللاجئين إلى إغلاق طريق البلقان مطلع آذار الماضي وتوقيع الاتفاقية مع أنقرة. وارتفع عدد طلبات اللجوء الجديدة المقدمة الشهر الفائت من قبل اللاجئين السابقين إلى حوالى 61 ألف طلب، بسبب تأخر المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين في البت بطلبات قسم كبير من اللاجئين عقب وصولهم إلى ألمانيا العام الماضي. ويزيد عدد طلبات اللجوء الذي لم يبت فيه المكتب حالياً على 430 ألف طلب. ونظراً إلى المخاوف المتزايدة من فشل الاتفاقية الموقعة بين بروكسيلوأنقرة لتنظيم تدفق اللاجئين إلى أوروبا، ناقش رؤساء حكومات بعض الدول في الاتحاد الأوروبي بدائل للاتفاقية. وذكرت صحيفة «بيلد» الصادرة أمس، واستناداً إلى مصادر «مقربة من دائرة النقاش» أن الاتحاد الأوروبي «يفكر حالياً في جعل جزر يونانية مراكز رئيسية لاستقبال اللاجئين في حال أوقفت تركيا العمل بالاتفاقية وفتحت الحدود من جديد أمام اللاجئين للانتقال إلى دول الاتحاد الأوروبي». ويرى البديل المفترض «تسجيل اللاجئين في هذه الجزر، وتعليق حركة النقل بالعبارات إلى البر اليوناني». ونقلت الصحيفة عن وزير في إحدى دول الاتحاد قوله إن «هذا الإجراء المقترح سيجعل اللاجئين عالقين في الجزر»، مضيفاً أنه «سيكون بالإمكان بعد ذلك ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم إلى بلدانهم مباشرةً من هناك». وتبعاً للصحيفة أيضاً، سيتم وقف المساعدات المالية، البالغة قيمتها 6 بلايين يورو، التي تعهد الاتحاد الأوروبي بمنحها إلى تركيا في حال فشل الاتفاقية، وستوجّه إلى اليونان. وفي حال عدم التزام الرئيس التركي أردوغان بالاتفاقية، قال كارل-غيورغ فيلمان النائب عن الحزب المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل: «يتعين علينا في هذه الحالة اتخاذ بعض التدابير كحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، والنظر في طلبات اللجوء في الجزر اليونانية وليس في البر اليوناني، وترحيل اللاجئين غير الشرعيين». وعقب استقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أعرب أردوغان عن رفضه تعديل قوانين مكافحة الإرهاب التركية وفق طلب الاتحاد الأوروبي وتوجه إليها بالقول: «عندها نقول لكم اذهبوا في حالكم، ونحن نذهب في حالنا». ويعد هذا التعديل من الشروط المهمة المطلوبة لإلغاء تأشيرة دخول الأتراك إلى الاتحاد الذي تطالب به أنقرة، وإلا ستنهار الاتفاقية كلها. في سياق آخر، أعلنت السلطات السلوفاكية إن ضباطاً بالجمارك أصابوا امرأة سورية أمس، عندما أطلقوا النار على سيارة تهرّب مهاجرين من هنغاريا إلى سلوفاكيا.