اتهمت موسكو «جبهة النصرة» بقصف مخيم النازحين في ريف إدلب قرب الحدود التركية، وسط تنديد دولي واسع بالمجزرة التي نجمت عن القصف واعتبرتها الأممالمتحدة «جريمة حرب»، وتحميل النظام السوري المسؤولية عنها. في الوقت ذاته، سيطرت فصائل معارضة على منطقة استراتيجية في ريف حلب، في حين اقتحمت القوات النظامية سجن حماة. وتتكثف الاتصالات السياسية والديبلوماسية لتثبيت الهدنة في حلب، وتأمين شروط استئناف مفاوضات السلام في جنيف. وقال مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين: «المخيمات نُصِبت منذ أسابيع ومن السهل رؤيتها من الجو، بالتالي من غير المرجّح أن تكون الهجمات الدموية عرضية. من المرجّح أكثر أنها متعمّدة وترقى إلى جريمة حرب». وأكد أن «تقارير أولية تشير إلى أن هذه الهجمات شنّتها الحكومة السورية»، لكن «هذه المعلومات ما زال ينبغي التحقُّق منها». ونفى جيش النظام السوري أمس استهداف المخيم الذي قُتِل فيه 30 مدنياً، بينهم أطفال. كما نفى الناطق باسم الخارجية الروسية إيغور كوناشينكوف تحليق أي طائرة فوق منطقة المخيم الخميس. واعتبر في تصريحات أوردتها وكالة «ريا نوفوستي» أن مخيم النازحين قد يكون تعرّض لهجوم برّي من عناصر «جبهة النصرة». في ريف حلب الجنوبي، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي المعارضة طردوا القوات الحكومية من خان طومان على بعد 15 كيلومتراً جنوب غربي حلب، في مكان قريب من الطريق السريع بين دمشق وحلب، ما أسفر عن مقتل 73 من الطرفين. وبثّت فصائل إسلامية صوراً لأسرى وقتلى من الميليشيات الشيعية الأفغانية. وبثّت «الدرر الشامية» المعارضة أن «لبلدة خان طومان أهمية خاصة كونها منطلق عمليات وإمدادات الميليشيات وقوات النظام من حلب باتجاه ريفها الجنوبي، واستكمال تحريرها والسيطرة عليها، مع السيطرة على تلة العيس جنوباً، يعني تمهيد الطريق أمام تحرير الريف الجنوبي لحلب بالكامل». وقبل اقتحام سجن حماة، أشار «المرصد» إلى إرسال النظام تعزيزات أمنية إلى السجن «استعداداً لإنهاء العصيان الذي ينفّذه السجناء منذ أيام، في حال فشل المفاوضات المستمرة بينهم وبين السلطات» بعد تنفيذ 800 منهم عصياناً منذ مطلع الشهر إثر محاولة إدارة السجن نقل بعضهم إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق، حيث نُفّذ أخيراً الكثير من الإعدامات في حق موقوفين، إضافة إلى تأخير محاكمة عدد كبير من المعتقلين. سياسياً، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي، أن الجانبين اتفقا على الحاجة لتأكيد وحدة الأراضي السورية، وذلك قبل يومين من مشاركة الوزير القطري في اجتماع لوزراء خارجية دول في «مجموعة أصدقاء سورية»، بدعوة من الوزير الفرنسي جان مارك إرولت ومشاركة وزراء خارجية أميركا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والسعودية والإمارات والأردن وتركيا. وقال مصدر فرنسي أن الوزراء يبدأون باجتماع، ثم يلتقون المنسّق العام ل «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب الذي كان أجرى اتصالات مع مسؤولين عرب وغربيين. وقال مصدر فرنسي أن الاجتماع يرمي إلى الإعداد للمؤتمر الوزاري ل «المجموعة الدولية لدعم سورية»، وبحث «اقتراحات للعودة إلى ظروف مناسبة لإحياء المفاوضات في أسرع وقت ممكن، لأن الأوضاع متدهورة في حلب، والنظام السوري على وشك القيام بمجزرة في سجن حماة».