اتهم سكان أحياء جديدة في محافظة القطيف، عمال آسيويين بتشكيل «عصابات»، تستغل غياب المراقبين البلديين، لاشتراط الحصول على أموال مقابل عمليات شفط مياه الصرف الصحي من المنازل، وبخاصة في المناطق غير المخدومة بشبكات الصرف الصحي، مشيرين إلى اشتراط هذه العصابات، التي تعمل مع المقاولين المتعاقدين مع بلدية محافظة القطيف مبالغ «متباينة»، من أجل شفط المياه من المنازل. على رغم أن هذه الخدمات تقدم «مجاناً»، في الوقت الذي لا يزال عدد من المناطق السكنية في القطيف، وبينها أحياء التركية الصناعية، والجامعيين، تعاني من تجمع المياه الآسنة منذ فترة طويلة. ورفع الأهالي مطالبات متكررة إلى الجهات المعنية، بمعالجة هذه المشكلة. فيما شكا آخرون من «تعمد هذه العمالة تفريغ المياه الآسنة أمام منازلهم، بدلاً من المناطق المخصصة لذلك». وقال زكي آل سيف: «إن عدداً من سكان حي التركية الصناعية، يعانون منذ تأسيس هذا الحي من هذه العصابات الآسيوية، التي تعمل مع أحد المقاولين المتعاقدين مع البلدية»، لافتاً إلى أنهم يشترطون الحصول على مبالغ شهرية مقابل شفط مياه الصرف الصحي، نظراً لأن هذه المنطقة غير مخدومة بشبكات الصرف الصحي حتى الآن»، مشيراً إلى أن المبالغ «تتفاوت بين 100 ريال إلى 350 ريالاً شهرياً، بحسب نوعية المسكن وحجمه». وأضاف آل سيف، إن «الغريب في الأمر، أن السيارات التي تقوم بعمليات الصرف الصحي مكتوب عليها «الشفط مجاناً»، إلا أن هؤلاء العمال الآسيويين استغلوا غياب الجهات الرقابية، لممارسة هذا النوع من التعدي على حق المواطنين من دون أي رادع من جانب الجهات المسؤولة»، مشيراً إلى أنهم قاموا بمخاطبة البلدية، وكذلك فرع وزارة المياه في القطيف «إلا أن الوعود التي تلقيناها كانت شكلية، ولم يتحقق أي شيء منها حتى الآن». وأشار إلى أن هؤلاء العمال وصل بهم إلى الأمر إلى «قرع أبواب المنازل شهرياً، ويسألونا: متى موعد تسليم الراتب، وإلا سنوقف عمليات الشفط»، لافتاً إلى أن «عدداً من أصحاب المنازل رفضوا هذا الأمر. إلا أنهم تضرروا من كثرة المياه الآسنة في منازلهم، ما دعاهم إلى الاستسلام إلى الأمر الواقع»، موضحاً «على رغم أننا نقوم بدفع مبالغ مادية شهرية لهم، إلا أنهم لا يقومون بسحب المياه بالكامل، بل يتعمدون سحب القليل منها، حتى لا تمتلئ شاحناتهم، ويضطرون إلى العودة من جديد إلى داخل الحي لسحب المياه من بقية المنازل». وذكر أن «العصابات تتقاسم المنازل، فكل مربع مسؤول عنه سائق صهريج، ولا يسمح لغيره بالقيام بمهماته، ويحتكر الحصول على الأموال من أصحابها». فيما ذكر مؤيد الحداد، أن «شوارع المنطقة لا تطاق، فالمياه الآسنة تغرقها، والروائح الكريهة منتشرة بقوة داخل منازلنا»، مضيفاً «ناشدنا الجهات المعنية، إلا أنهم لم يستجيبوا لنا». وأوضح أن الأمر «لم يتوقف عند الروائح والمياه الآسنة فقط، بل تعداها إلى الحشرات التي تتكاثر في المكان مع كثرة هذه المياه، خصوصاً أن المنطقة بأكملها محاطة بها، وأصبحنا لا نستطيع السير في هذه الأماكن، إلا من خلال المركبات فقط». ورصد حسين آل مدن، صهاريج سحب مياه الصرف الصحي، تفرغ حمولتها من المياه الآسنة القريبة من منزلهم. وقال: «قمت بمخاطبة الجهات المعنية، ووعدوني خيراً، وطلبوا مني رقم الشاحنة وأعطيتهم، إلا أن الأمر لم يتغير حتى الآن. فيما انتشر البعوض والحشرات الغريبة بالقرب من المستنقعات التي خلفتها تلك الصهاريج».