يتواصل في العاصمة الأردنية مهرجان «جاز عمّان» 2016 المستمر حتى الأحد المقبل، بمشاركة فرق من ألمانيا وهولندا ومصر ولبنان إضافة إلى الأردن. وقدمت فرقة موسيقية مصرية عملاً فنياً بعنوان «شكراً جازيلا» يعتمد على دمج الموسيقى العربية بالغربية من دون خدش ملامح الجاز، ففي كل مقطوعة موسيقية قدمتها فرقة «رامي عطاالله» لا بد من أن تكون البداية والنهاية لآلة البيانو، أما الإيقاع العربي فيخف تدريجياً حفاظاً على أصالة الجاز. وما أن أطلق رامي عطاالله مؤسس الفرقة العنان لأنغام البيانو في مقطوعة تحمل عنوان «المحروسة»، حتى دخل صوت العود بعد برهة رامزاً إلى حياة مصر وأجوائها، بهدوئها وضجيجها وحزنها وفرحها. انتهت الحكاية المصرية، وجاءت بعدها قطعة بعنوان «الألحان» أخذت الجمهور إلى أجواء فرنسية، خصوصاً حين استخدمت الفرقة آلة «الميلوديكا» مع البيانو. وحملت مقطوعة «كل ما هو عن الحياة» في أنغامها مزيجاً بين الحزن والفرح وأخذت جمهور الأمسية في رحلة إلى رقصات السامبا البرازيلية وإلى حالة من التأمل والسلام، كما في معزوفة «الأرق» التي اختتمت بها الفرقة أمسيتها. أمسية «شكراً جازيلا» عبارة عن البوم موسيقي من تأليف رامي عطاالله وفرقته، وهو الأول منذ انطلاقة الفرقة عام 2011. وأتت فكرة الألبوم بعدما قرر رامي طرح مشروع موسيقي يهدف إلى تطوير الذوق العام المصري من خلال دراسة أكاديمية تبين انحدار المستوى الموسيقي في مصر منذ عام 1920. وقال ل «الحياة» إن هناك هدفاً آخر يتمثل في مدّ جسر بين جمهور أوروبا وأميركا والجمهور العربي من خلال الموسيقى. وأشار إلى أن الفرقة دُعيت إلى مهرجان في ميونيخ بجنوب ألمانيا، وكانت هذه الدعوة بمثابة الإنطلاقة الأولى إلى الخارج. وصرحت لمى حزبون مديرة المهرجان إن استضافة فرق موسيقية في الأردن تهدف إلى إيجاد نقطة تجمع للمحترفين والمختصصين بموسيقى الجاز في الأردن والعالم أجمع، مشيرة إلى أن المهرجان يهتم بنوع واحد من الموسيقى. وأضافت أن الدورة الخامسة تتميز بحضور أفراد وفرق يتّبِعون أسس الجاز العالمية ويدمجونها بالموسيقى العربية. وافتُتح المهرجان بعرض للفنانة الأُردنية فرح سراج المقيمة في إسبانيا والتي تتميز موسيقاها بدمج عناصر فنية من الشرق الأوسط وإسبانيا. وقالت فرح: «الموسيقى التي أقدمها ليست للترفيه، بل تحمل رسالة سلام وتقدّم انطباعاتي عن المرأة العربية والمسلمة خصوصاً». وتنظم على هامش المهرجان ورشة عمل بعنوان «جاز كلينيك» يقدمها عازف الغيتار اللبناني رائد الخازن والموسيقي الإيطالي دانييلي كاماردا، تتناول تاريخ موسيقى الجاز وآثارها الثقافية والاجتماعية. أُسس المهرجان في 2012 وكان يقتصر حينها على الفرق المحلية قبل أن يبدأ في 2014 بدعوة موسيقيين عالميين بهدف وضع عمان على خريطة الجاز في العالم. وتنظم المهرجان سنوياً مؤسسة «أورانج ريد» بالتعاون مع شبكة معاهد الاتحاد الأوروبي الوطنية للثقافة وعدد من السفارات الأجنبية في الأردن.