تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، دعماً ضمنياً من المصريين، بغيابهم عن المشاركة في تظاهرات دعا إليها معارضوه احتجاجاً على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي وقّعته مصر والسعودية مطلع الشهر الجاري، ما أظهر استمرار ضعف قدرة القوى المناوئة للحكم، على الحشد، رغم محاولتها استغلال ما اعتبرته «تنازلاً عن الأرض»، بالإضافة إلى «الأوضاع المعيشية الصعبة» لجذب مزيد من الأنصار. وشهدت غالبية شوارع القاهرة والمحافظات الرئيسية المصرية، حضوراً بارزاً لقوى الأمن في مقابل توارٍ للتظاهرات، إذ اكتفى المحتجّون بمسيرات محدودة في شوارع عدد من المناطق النائية. في المقابل، شهد ميدان التحرير ومقر نقابة الصحافيين، اللذان حدّدتهما القوى السياسية المعارضة مراكز رئيسية لتجمع المسيرات، تجمّعات لأنصار السيسي الذين رفعوا صوره وأعلام مصر والسعودية، مردّدين هتافات «شرطة وشعب وجيش إيد واحدة... الإعدام للإخوان... بنحبك يا سيسي». وقدّم سلاحا البحرية والطيران عروضاً احتفالية. وبدا أن سلطات الأمن غيّرت استراتيجيتها بتفريق التجمُّعات الاحتجاجية من بدايتها، ومنعها من الوصول إلى مراكز التجمُّع الرئيسية، بعدما كانت سمحت لمتظاهرين بالتجمُّع قبل أسبوع. فأغلقت قوات الشرطة مع الساعات الأولى لصباح أمس الشوارع المؤدية إلى نقابة الصحافيين في قلب العاصمة، بالحواجز الحديد، وخضع المارّة للتفتيش والتحقُّق من هوياتهم، واحتُجِز ثلاثة صحافيين أُطلقوا لاحقاً. وكانت نقابة الصحافيين أعلنت أن قوات الشرطة أوقفت بسمة مصطفى ومحمد الصاوي اللذين يعملان في موقع «دوت مصر» الإلكتروني، والصحافي في جريدة الجيل مجدي عمارة، على أطراف ميدان التحرير، ثم أكدت النقابة إطلاقهم. وشهد عدد من شوارع محافظتي الجيزة (جنوبالقاهرة) والشرقية (دلتا النيل)، المعروفتين بوجود أنصار جماعة «الإخوان المسلمين»، مسيرات ضمت عشرات قبل أن تتدخل الشرطة وتفرّقهم باستخدام غاز مسيل للدموع، وأوقفت عشرات من المشاركين. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير، في بيان، تصفية 30 مسلحاً في سيناء، كانوا يعدّون لهجمات تتزامن مع ذكرى تحرير سيناء. وجاء في بيان عسكري: «في ضربة استباقية ناجحة، وبعد ورود معلومات استخباراتية مؤكدة عن قيام عناصر تكفيرية بإعداد عمليات إرهابية ضد النقاط الأمنية بالتزامن مع احتفالات المصريين بأعياد تحرير سيناء، وجّهت عناصر من القوات الجوية ضربة جوية مركّزة لعدد من مخازن الأسلحة والذخائر الخاصة بتلك العناصر الشديدة الخطورة، في مناطق جنوب الشيخ زويد وقرية التومة (شمال سيناء)، أسفرت عن مقتل 30 فرداً من العناصر التكفيرية وتدمير كل مخازن الأسلحة والذخائر المستهدفة». وأشار إلى أن قوات الجيش والشرطة «تمكنت من إحباط محاولة لاستهداف أحد المكامن، إذ نجحت في تدمير سيارتين».