أعلنت الرئاسة الجزائرية أمس، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غادر إلى جنيف في «زيارة خاصة» سيُجري خلالها «فحوصات طبية دورية». وظهر الرئيس قبل أيام في وضع صحي «سيء» ما عجل بنقله إلى سويسرا. ومن الواضح أن الرئاسة تفادت نقله إلى باريس أو غرونوبل التي تعود السفر إليها كلما تعلق الأمر ب»الفحوص الدورية». وضاعفت صورة نشرها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على «تويتر» قبل أيام وبدا فيها الرئيس بوتفليقة تعباً، من غضب محيط الرئاسة. ويقول عدد من المسؤولين النافذين أن وضع بوتفليقة الصحي قد يعجل بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة، قد يترشح لها وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل. وتثير الحالة الصحية للرئيس الإشاعات والشكوك، خصوصاً في صفوف المعارضة، التي تشير إلى «فراغ في السلطة». ولجأت الرئاسة، في إعلانها سفر الرئيس إلى استخدام تعبير «المراقبة الدورية» و «الزيارة القصيرة»، لتفادي تسرب الخبر التنقل للنقاهة والإشاعات عن مرض الرئيس، كما يحتمل أن الرئيس أصيب مجدداً بأزمة مرضية قد يصعب التكتم حولها كما كان الأمر في 2013 ما استدعى إعلان الأمر. وقال مصدر حكومي رفيع ل «الحياة» إن «صحة الرئيس عادية وتم إعلان الأمر تفادياً لأي جدل سياسي يستغل الملف الصحي لبوتفليقة من أجل تغذية شكوك من يحكم البلاد». ويأتي علاج الرئيس، وسط جدل كبير أثارته مجموعة من المقربين منه، بخصوص قرارات قيل إنها اتخذت باسمه من دون علمه. وتفادت الرئاسة إجراء الفحوص في غرونوبل حيث الطبيب الشخصي المتابع لصحة بوتفليقة بعد الخلاف البارز مع فرنسا والذي أصبحت صحة بوتفليقة في مزاده. وللرئاسة سوابق في إعلان تنقلات بوتفليقة للعلاج آخرها في كانون الثاني (يناير) 2014 عندما تحدثت عن فحوص روتينية، إلا أن هذا الإعلان قد يغذي خصومات سياسية كثيرة على أساس ما يعرف ب»ملف صحة الرئيس» الذي كان أثار الخلاف في حملة انتخابات الرئاسة العام 2014 وصل ببعض الأحزاب إلى المطالبة بتفعيل المادة ال88 من الدستور والتشكيك في دستورية الترشح لولاية رابعة.