كرمت أمس، زاوية في المدية (100 كلم جنوبي العاصمة) وزير الطاقة السابق شكيب خليل، العائد من «منفاه» في الولاياتالمتحدة، في رابع تكريم له من طرف زوايا في محافظات مختلفة. أتى ذلك في وقت باتت تحركات شكيب خليل وإحاطتها برعاية رسمية غير منظورة، تثير تساؤلات جدية إذا كان خليل هو المرشح الرئاسي الذي اختاره محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليكون خليفته. وأفاد «الحياة» مسؤول من الفريق الذي أعد خارطة تنقلات شكيب خليل، بأن الأخير «على موعد مع تنقلات كثيرة إلى زوايا أخرى شرق البلاد بعدما كرمته زوايا في الوسط و الغرب». وظهر شكيب خليل للمرة الأولى في زاوية في الجلفة مرفوقاً بطاقم إعلامي، لكنه ظهر لاحقاً في ثلاث زوايا في كل من محافظة معسكر ثم محافظة تيسمسيلت وفي المدية (أمس). ورفضت أوساط شكيب خليل الإجابة على سؤال ل «الحياة» عما إذا كان سلوك وزير الطاقة السابق «تحضيراً لتقديمه كمرشح رئاسي»، في وقت يتزايد الجدل حول صحة بوتفليقة، واحتمال أن تشهد البلاد انتخابات رئاسية مسبقة. وشكيب خليل من أبرز أصدقاء عائلة الرئيس الجزائري، كما أنه يصف نفسه بضحية جهاز الاستخبارات في عهد قائده السابق محمد مدين (توفيق)، واعتلاءه سدة الحكم يضمن في نظر محيطه استمرار التوازنات السياسية والأمنية على شكلها الحالي. ويحتاج شكيب خليل في هذه الحال، الى دعم كبرى الأحزاب السياسية الموالية والتنظيمات الجماهيرية، لكن الى الآن، لم تبد «جبهة التحرير الوطني» (حزب الغالبية) موقفاً من ذلك سوى دفاعها عن «براءة» خليل من ملف الفساد الذي اتهم فيه، وانسحب الأمر ذاته على «التجمع الوطني الديموقراطي»، الحزب الثاني الأكبر من أحزاب الموالاة. وجرت العادة أن يمهد رأي أحزاب الغالبية إلى بروز مواقف من تنظيمات جماهيرية، كاتحاد العمال واتحاد النساء أو الفلاحين والتجار وغيرهما. وقال ل «الحياة» سمير حميطوش، الباحث المتابع للحركات الدينية في الجزائر: «الزاوية هي ثاني مؤسسة لها نفوذ في الجزائر بعد المؤسسة العسكرية»، ويشير بخصوص حال شكيب خليل إلى أن «الذاهب إلى الزاوية إما سالك يبحث عن شيخ يدخله الخلوة، وإلا فهو طالب دور اجتماعي أو سياسي»، مضيفاً: «الواضح بشأن خليل أنه يبحث عن بيعة الزاوية كمؤسسة لتأدية دور سياسي»، وأن «شكيب خليل كان ذكياً في اختياره للزاوية الرحمانية لأنها من دون عقدة تاريخية ولا دينية». وكان شكيب خليل قد زار قبل أسبوع زاوية بمدينة معسكر (350 كيلومتراً غرب العاصمة) واستقبل بحفاوة كبيرة من طرف المسؤولين عن الزاوية، في سيناريو شبيه بزيارته الأولى للزاوية المرزوقية بمدينة الجلفة (300 كيلومتر جنوب العاصمة)، إذ استُقبل خليل استقبال المسؤولين الكبار وتحت حراسة أمنية مشددة. وفي سياق آخر، رفض خليل الرد بخصوص ترشحه إلى الرئاسيات المقبلة من عدمه، ملتزماً الصمت في ذلك، مع العلم أنه كان أكد قبل أيام أنه «لا يرغب أن يعتلي أي منصب وأنه ليس لديه أي طموح أو رسائل سياسية، وإنما رسائل أخوية، وأن نيته إلى حد الآن حسنة تدخل ضمن سياق الأخوة مع من يوجهون إليه الدعوات». وفاجأه مواطنون ممن حضروا تكريمه من طرف زاويتي تيسمسيلت، بأنهم «معه وسيساندونه في حال ترشحه لمنصب الرئاسة». وتطرح أمام شكيب خليل عوائق دستورية واضحة في حال قرر الترشح، قياساً إلى أنه من مواليد 1939، والدستور ينص على إثبات كل مرشح ولد قبل 1942 لشهادة المشاركة في الثورة التحريرية، كما أن عليه إثبات إقامته في الجزائر طيلة السنوات العشر قبل تعديل الدستور (أقام في أميركا السنوات الثلاث الأخيرة)، ويثبت حيازة زوجته جنسية جزائرية دون غيرها، مع العلم أن زوجته من أصل فلسطيني وتحمل الجنسية الأميركية.