يبدأ رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم اليوم، جولة جديدة من المحادثات مع القوى السياسية، بعد التطور الذي طرأ على المشهد إثر انسحاب نواب التيار الصدري من الاعتصام وأجهضوا الحركة، وسيسعى إلى استئناف مبادرته بدعوة البرلمان إلى الانعقاد. وكان عدد المعتصمين الذين أقالوا رئيس البرلمان سليم الجبوري نحو 160، أي نصف عدد النواب، وبعد سلسلة انسحابات اختتمها نواب التيار الصدري (34 نائباً) أصبحوا في موقف حرج ودعا عدد منهم إلى وقف الاعتصام والتحول الى كتلة معارضة. وقال مصدر برلماني مطلع على مجرى المحادثات ل «الحياة» أمس، إن معصوم «سيبدأ غدا (اليوم) جولة جديدة من المحادثات مع قادة الكتل، ولن يستثني النواب المعتصمين، لإنهاء الأزمة المتواصلة منذ عشرة أيام». وأضاف أن «انسحاب نواب التيار الصدري أتاح استئناف الحوارات وتفعيل المبادرة القاضية بعقد جلسة موحدة يتم خلالها طرح كل الاقتراحات، بما فيها إقالة الجبوري». وكان الزعيم الديني مقتدى الصدر أمر نوابه بالانسحاب من الاعتصام «لقطع الطريق أمام «ائتلاف المالكي» الساعي الى تجيير التحرك لصالحه. ولاقت مبادرة الصدر إشادة واسعة في الوسط السياسي، ورحب بها زعيم «المجلس الأعلى» عمار الحكيم، ورئيس منظمة «بدر» هادي العامري، وطالبا بعقد جلسة برلمانية موحدة. وأعلن «الحزب الإسلامي» (الإخوان) الذي ينتمي إليه الجبوري، أن الأزمة عززت ثقة البرلمان به، وأضاف أن «من انقلب على رئاسته خسر الشرعية». وقال الأمين العام للحزب إياد السامرائي في بيان أمس، إن «ركون عناصر الفوضى في البرلمان إلى إثارة الفتن أمر مفهوم لدينا، كونه يأتي بعد فشل جهودهم لإجهاض الإصلاح الذي سعى إليه الجبوري، بافتعال أزمة داخل مجلس النواب تستهدفه». وأضاف أن «الادعاءات الكاذبة التي تستهدف إيجاد الفرقة داخل الحزب، محاولات خائبة للتغطية على خسارتهم أمام جموع المتمسكين بالشرعية الدستورية». ونال الجبوري أيضا دعماً دولياً جديداً، كشفته لقاءاته السفيرين الأميركي والبريطاني والمبعوث الأممي في العراق أمس. وقال النائب مطشر السوداني، وهو أحد النواب المعتصمين أمس: «بعد الانسحابات من الاعتصام وعدم تمكننا من تأمين النصاب، وكي لا نبقى في دوامة لي الأذرع وترك البلد جانباً، علينا أن ننهي التحرك ونعقد جلسة موحدة وشاملة، ونأتي بكابينة وزارية نصوت عليها بشكل حر وسري». وكشفت معلومات اتفاق عدد من النواب المعتصمين على إنهاء اعتصامهم إذا فشلوا في عقد جلسة بنصاب كامل غداً لانتخاب بديل للجبوري، بعد فشلهم أول من أمس. وطالبت كتلة «الفضيلة» بعقد جلسة «عاجلة لإنهاء حالة الانقسام»، وقال رئيس الكتلة عمار طعمة في بيان أمس: «نجدد المطالبة بلم شمل البرلمان ، وندعو إلى جلسة عاجلة جامعة لكل الكتل، تطرح فيها خيارات الفرقاء بشكل نهائي من خلال التصويت، على أن يتبنى البرلمان الخيار الذي يحصل على الغالبية».