أظهرت بيانات لم تنشر سابقاً لسلاح الجو الأميركي، أن ما أطلقته الطائرات بلا طيار من أسلحة في أفغانستان العام الماضي فاق للمرة الأولى ما أطلقته الطائرات الحربية، ما يؤكد تزايد اعتماد الجيش الأميركي على الطائرات بلا طيار بالتزامن مع بحث واشنطن سحب مزيد من القوات من هذا البلد، وكذلك دعم القوات الحكومية التي تواجه صعوبات في القضاء على التمرد المتصاعد لحركة «طالبان». ومثلت الضربات باستخدام هذه الطائرات 61 في المئة على الأقل من الأسلحة المستخدمة في الربع الأول من العام الجاري. وقال الكولونيل مايكل نافيكي، قائد سرب الاستطلاع الثاني والستين في سلاح الجو الأميركي: «زادت غارات الطائرات بلا طيار وعمليات الاستطلاع، والطلب لا يتوقف لزيادة نشر هذه الأسلحة». وأفادت إحصاءات بأن الطائرات بلا طيار مثلت 56 في المئة من الأسلحة التي استخدمها سلاح الجو الأميركي في أفغانستان خلال 2015، في مقابل 5 في المئة فقط عام 2011. ويرجح أن يشكل دور الطائرات بلا طيار جانباً أساسياً في مراجعة يجريها الجنرال الأميركي جون نيكلسون، قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، قبل أن يرفع تقريراً إلى واشنطن في حزيران (يزنيو) المقبل عن عدد الجنود الذي يعتقد بأنه يجب أن يبقى في البلاد. وتقضي الخطة الحالية بخفض عدد القوات الأميركية إلى نحو النصف وصولاً الى 5500 جندي بحلول عام 2017، وإنهاء غالبية مهمات التدريب وتقديم المشورة للقوات الأفغانية. ويدرس الجنرال نيكلسون أيضاً إمكان توسيع مجال سلطة القوات الأميركية لمهاجمة «طالبان»، علماً أن غالبية هجمات الطائرات الأميركية بلا طيار تستهدف شبكات جهادية أخرى مثل تنظيم «القاعدة»، لأن الإدارة الأميركية لا تعتبر «طالبان» منظمة إرهابية. وتكتنف السرية مهمات الطائرات بلا طيار والتي تعرضت لانتقادات واسعة في أفغانستان وباكستان، بعدما حمّلها سكان ومسؤولون محليون مسؤولة خسائر لا مبرر لها في أرواح المدنيين. وأخيراً، شكا سكان ولاية باكتيكا من تنفيذ طائرات بلا طيار سلسلة غارات جوية قتلت حوالى 20 مدنياً. على صعيد آخر، أبلغ فانغ فنغ هوي، عضو اللجنة العسكرية المركزية التي تراقب القوات المسلحة في الصين، مستشار الأمن الوطني للرئيس الأفغاني محمد حنيف إتمار، بأن بكين ترغب في تعزيز الروابط العسكرية مع أفغانستان، وبينها التعاون الاستخباراتي في مجال مكافحة الإرهاب وإجراء تدريبات مشتركة، إضافة الى تنفيذها دوراً تجارياً «ضخماً» في المساعدة في إعادة بناء أفغانستان. وأعلن فانغ أن الصين ترغب في تعزيز آلية إقليمية لمكافحة الإرهاب «للعمل معاً من أجل حماية السلام والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي».