أعلنت قيادة القوات الأميركية في أفغانستان أمس، إنجاز البنية التحتية لاستضافة تعزيزات قوامها 21 ألف جندي سينشرون في جنوب البلاد وغربها بحلول الصيف، فيما أجج مقتل مئة شخص على الأقل في غارات جوية أميركية استهدفت ولاية فرح (غرب) الاثنين الماضي، غضب الأفغان، خصوصاً بعدما امتنعت كابول عن التنديد بسقوط مدنيين. وتزامن الحادث مع وجود الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في واشنطن حيث عقدت قمة ضمته الى الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري، كما استبق مقتل المدنيين وصول وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى كابول. وأمام غضب السكان في فرح، اكتفت وزارة الداخلية الأفغانية بإعلان انها ستفتح تحقيقاً مشتركاً مع الجيش الأميركي في الهجوم الذي أعقب قتل مسلحي حركة «طالبان» ثلاثة شرطيين وثلاثة مدنيين في منطقة بالا بولوك. وأشار قائد الشرطة في فرح، عبد الغفار، الى ان مواطنين نقلوا جثث ثلاثين مدنياً على الأقل في شاحنتين، فيما كشفت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا باري سقوط أحد العاملين في الهلال الأحمر الأفغاني في الغارات الجوية، الى جانب 13 من أفراد عائلته، وتدمير غالبية المنازل في المنطقة المستهدفة. وتحدثت مصادر متعددة عن سقوط مئة قتيل في الغارات الأميركية. (راجع ص 8) أما الرئيس الأفغاني فصرح قبل لقائه نظيريه الأميركي والباكستاني في واشنطن، بأنه سيبحث مع اوباما في «ظروف العملية العسكرية وانعكاساتها». ووصل وزير الدفاع الأميركي الى كابول لتفقد الاستعدادات اللوجيستية لنشر الجنود الأميركيين، وقال: «اريد جس النبض على الأرض، وتقويم الاحتياجات والتحديات، وحل بعض المشاكل». وفي باكستان، أعلن الجيش مقتل 64 متشدداً في معارك شملت إقليم وادي سوات ومنطقة بونير المجاورة شمال غربي البلاد، وشارك سلاحا الجو والمدفعية. لكن القيادة العسكرية اعترفت بتراجع جنودها في بلدتي مينغورا، كبرى مدن سوات، وسيدو شريف المجاورة وسيطرة المسلحين عليهما. وأفادت وسائل إعلام بأن الجيش الباكستاني سيطلب من سكان مينغورا مغادرتها خلال الأيام الثلاثة المقبلة، قبل إطلاق عملية واسعة ضد مسلحي «طالبان» الذين استولوا على مقار حكومية. وكانت تقارير توقعت أول من أمس نزوح اكثر من نصف مليون شخص من سوات، ما يرفع عدد النازحين من منطقة القبائل منذ الصيف الماضي إلى أكثر من مليون وسبعمئة ألف شخص يفتقدون المعونات الإنسانية من الحكومة أو من مؤسسات الإغاثة المحلية والدولية. واتهم ميان افتخار حسين وزير الإعلام في حكومة الإقليم الحدودي الشمال الغربي، مسلحي سوات برفض اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة معهم في شباط (فبراير) الماضي، وخرق بنوده الخاصة بتسليم سلاحهم، وذلك بهدف «نشر الإرهاب» في باكستان. وقال حسين: «يتستر المسلحون خلف المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية من أجل فرض سيطرتهم على المنطقة وتنفيذ أعمال إرهابية، ما لا يبقي للحكومة إلا خيار استخدام القوة لوضع حد لهم». وأضاف: «يسعى مؤسس حركة تطبيق الشريعة الملا صوفي محمد الى إخضاع إسلام آباد لوجهة نظر المسلحين، وهو ما لا نستطيع قبوله، لكننا نتمسك باتفاق السلام وضرورة تطبيقه». تزامن ذلك مع تأكيد زرداري في واشنطن أن استيلاء المتشددين على جبل في منطقة القبائل لن يهدد حكومته أو الترسانة النووية لبلاده، وسأل «كيف ستتغلب طالبان على جيش من 700 ألف عنصر؟». وشدد على ان حكومته تدعم «الأهداف الأميركية في بلاده، وتتقيد بالشروط التي وضعتها أميركا في الحرب على «الإرهاب في العالم». وطالب بمساعدات إضافية أميركية من أجل شراء النفط وطائرات تعمل من دون طيار، تمهيداً لإنهاء استخدام واشنطن هذه الطائرات لشن ه-جمات داخل باكستان. كما تعهد زرداري العمل مع «شقيقه» الرئيس الأفغاني كارزاي للقضاء على ما وصفه ب «سرطان» الإرهاب.