طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم (الثلثاء) بأن يمارس مجلس الأمن الدولي ضغوطاً على المغرب لتستانف بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية انشطتها كاملة، بعد أن قلصت الرباط عددها. وقال بان كي مون في تقرير إلى المجلس إن مغادرة عاملين في البعثة بطلب من الرباط «يمكن أن يستغلها عناصر متطرفون وارهابيون»، ما يهدد استقرار المنطقة باكملها. وخلال زيارة للمنطقة مطلع آذار (مارس)، أثار بان استياء المغرب لاستخدامه عبارة «احتلال»، في حين تعتبر الرباط الصحراء الغربية جزءاً من المملكة. وردت الرباط بطلب مغادرة غالبية الخبراء المدنيين في بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية واغلاق مكتب اتصال عسكري، ما عطل عمل البعثة، بحسب الاممالمتحدة. ويقول ديبلوماسيون إن المغرب يحظى بدعم فرنسا والسنغال خصوصاً في مجلس الأمن. وأعرب السفير البريطاني ماثيو رايكروفت عن أكله بأن «يدعم مجلس الأمن هذا التقرير». وقال لصحافيين: «يعود إلى مجلس الأمن أن يقرر مهمة (البعثة)، وما اذا كان ينبغي تغييرها أو لا». وأشار التقرير إلى بقاء 28 خبيراً مدنياً فقط في العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، فيما نقل 25 آخرون موقتاً إلى لاس بالماس في جزر الكناري. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن البعثة الأممية في الصحراء الغربية «عاجزة عن اتمام عنصر أساس في مهماتها، وفي التفويض الذي منحها إياه مجلس الأمن بغياب هيئة موظفين مدنيين أجانب كاملة تتولى الشؤون اللوجستية». كما أشار إلى أن الرد المغربي أدى إلى «تعديل بحكم الواقع لتفويض البعثة، ما يعني في هذه الظروف أن الانشطة العسكرية التي تتولاها، لا يمكن مواصلتها على المدى المتوسط الى البعيد». وانتشرت البعثة في 1991 لمراقبة وقف لاطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو المطالبة بالاستقلال، وللمساهمة في تحديد وضع المنطقة التي ضمها المغرب في 1975 بعد استعمار إسباني. وأفاد التقرير بأن «خطر خرق وقف إطلاق النار وتجدد العنف مع إمكان التصعيد في اتجاه حرب مفتوحة سيرتفع إلى حد كبير إذا أجبرت بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية على المغادرة أو تعذر عليها اتمام عملها». واوصى بان بتمديد تفويض البعثة إلى 30 نيسان (ابريل) 2017 بغض النظر عن الأزمة الحالية. وسيتخذ مجلس الأمن قراره بهذا الشان قبل نهاية نيسان (أبريل). وعلى مستوى أوسع اعتبر بان أن الخلاف مع الرباط قد «يتسبب على المديين القصير والمتوسط بعواقب كبيرة على استقرار المنطقة وصدقية مجلس الأمن، وكذلك البعثات الاممية الاخرى لحفظ السلام». واشار أيضاً إلى «خطر حصول سابقة قد تشجع بعض الدول التي تستضيف بعثات على التخلص من القبعات الزرق لديها». ويقترح المغرب منذ 2007 خطة للحكم الذاتي في الصحراء الغربية المنطقة الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة. في المقابل، يطالب الانفصاليون في البوليساريو المدعومون من الجزائر، باستفتاء حول حق تقرير المصير. وندد بان في التقرير «بعدم احراز تقدم نحو حل للنزاع»، موصياً «بمفاوضات جدية بلا شروط مسبقة تجري بحسن نية». لكنه أقر بأن للطرفين «رؤيتين مختلفتين حول مستقبل الصحراء الغربية».