تقدمت قوات النظام السوري باتجاه موقع استراتيجي في ريف اللاذقية غرب البلاد بعدما نصبت راجمات صواريخ على تلال المنطقة واستقدمت تعزيزات من مناطق أخرى، مع حديث عن حفرها خنادق حول قرى تضم موالين في معقل النظام، وتعرض مطار اللاذقية لقصف من مقاتلي المعارضة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «تقدماً» حققته القوات النظامية في «المرصد 45» في ريف اللاذقية، وإنها نشرت راجمة صواريخ على التلة المشرفة على قرى عدة تقطنها غالبية من العلويين، مشيراً إلى أن «المعارك العنيفة مستمرة» في المنطقة. في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن وحدات من الجيش النظامي و «قوات الدفاع الوطني» الموالية «أحكمت سيطرتها في شكل كامل على النقطة 45». وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على التلة الأسبوع الماضي في إطار هجوم بدأوه في 21 آذار (مارس) الماضي وتمكنوا خلاله من طرد القوات النظامية و «جيش الدفاع الوطني» من بلدة كسب الحدودية ومعبرها الحدودي مع تركيا ومن بلدة السمرا التي هي بمثابة ممر جبلي مع منفذ على البحر و «المرصد 45» وبعض المناطق المجاورة. وأسفرت المعارك عن مقتل نحو ألف عنصر من الطرفين. ويحاول مقاتلو المعارضة، بعد سلسلة من الهزائم في ريف دمشق، حيث فقدوا السيطرة على معاقل بارزة في منطقة القلمون، الضغط على اللاذقية التي يدافع عنها النظام في شدة مدعوماً بمليشيات. واستهدف المقاتلون فجر أمس للمرة الأولى بصواريخ «غراد» مطار باسل الأسد الواقع قرب القرداحة معقل عائلة الرئيس السوري. وأشار «المرصد» إلى أن «الصواريخ سقطت قرب المطار من دون أن توقع ضحايا أو أضرار»، لافتاً إلى أن المطار «مدني ومهم بالنسبة للنظام». كما أفاد موقع «كلنا شركاء» أن قوات النظام «حفرت خنادق حول بعض المناطق في اللاذقية خوفاً من هجوم الجيش الحر، كما كثفت دورياتها الأمنية في حي الصليبة وسط مدينة اللاذقية». وفي أنقرة، أعلنت محافظة هاتاي (إسكندرون) التركية في بيان، أن «إطلاق نار من سورية أصاب مسجداً يقع في يايلاداغي (جنوبتركيا) وأصاب لاجئة سورية في الستين من العمر بجروح بينما كانت في جوار المكان». وتابع البيان: «ردت مدفعيتنا على إطلاق النار»، موضحاً أن ثلاث قذائف هاون أطلقت أيضاً من الأراضي السورية سقطت أمس في أرض خلاء في المنطقة نفسها من دون تسجيل إصابات. وفي دمشق، قالت شبكة «سمارت» المعارضة إن ممثلي النظام السوري عرضوا أول من أمس «عقد هدنة مع الجيش الحر وفصائل مقاتلة أخرى في حي العسالي قرب دمشق، وإن قوات النظام استهدفت الحي بعد تقديم عرض الهدنة». وأعلن مسؤول في «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل «التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك قرب العسالي، علماً بأن منظمة «العفو الدولية» قالت إن حوالى 200 شخص فارقوا الحياة في المخيم الفلسطيني بسبب نقص الغذاء والدواء، بينهم 128 جوعاً، منذ شدد الجيش النظامي حصاره على المخيم في تموز (يوليو) 2013، مانعاً بذلك إدخال الأغذية والأدوية إلى آلاف المدنيين.