يعجل النظام السوري في حفر خنادق في محيط اللاذقية تحسبا لهجوم محتمل يشنه الثوار لاختراقها، وقد قصف الثوار في محافظة اللاذقية، أمس، مناطق قريبة من بلدة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد الحاكمة في سوريا. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان: إنه منذ فجر الإثنين كانت قوات المعارضة تقصف المنطقة بين بلدتي جبلة والقرداحة، ويأتي ذلك في إطار التصعيد الذي يقوم به الثوار في معقل الطائفة العلوية شمال غرب سوريا. وأوضح عبدالرحمن أن صواريخ سقطت أيضا بالقرب من مطار باسل الاسد الدولي في اللاذقية، والذي يحمل اسم شقيق بشار الاسد، والذي لقي حتفه في ما قيل أنه حادث سيارة في عام 1994. يشار إلى أن القرداحة تقع في منطقة جبلية وهي مشهورة بالفيلات الفخمة التي تعود لأفراد الشبيحة من عائلة الاسد، ويوجد بها قبر حافظ الاسد. وقالت المعارضة: إنها حققت تقدما في الأيام الأخيرة، بحسب «اتحاد تنسيقيات الثورة»، وقال: إن قرية كنسبا تعرضت لقصف «عنيف» براجمات الصواريخ من قبل القوات الحكومية. وأفاد ناشطون سوريون أن قوات المعارضة صدت هجومين لرتلين عسكريين لقوات الأسد حاولا استعادة المواقع التي سيطرت عليها المعارضة في ريف اللاذقية. وقالوا: إن تعزيزات من قوات المعارضة وصلت من إدلب وحلب للمشاركة في المعارك الدائرة على مشارف ساحل اللاذقية. وبسبب استخدام نظام الأسد الطيران الحربي والصواريخ في محاولة للنيل من مواقع قوات المعارضة، احترقت مساحات واسعة من غابات جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية. وأفاد ناشطون أن قوات الأسد قامت بحفر خنادق في محيط مدينة اللاذقية، كخطة استباقيه لأي هجوم محتمل من قبل الجيش الحر، كما عمدت قوات النظام لإغلاق بعض الأحياء في المدنية. وبينما اندلعت اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد في حي جوبر شرقي العاصمة، أمس، شن طيران الأسد غارات على مناطق عدة في الغوطة الشرقية للعاصمة. وقال ناشطون: إن الطيران الحربي ألقى «صواريخ فراغية» على بلدات زملكا وعين ترما وكفربطنا في الغوطة، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وقصفت قوات الأسد بلدات في ريفي اللاذقية وحماة. وقال مركز حماة الإعلامي المعارض: إن مدفعية الأسد استهدفت مدينة كفرزيتا بريف حماة. وأشار المركز الاعلامي إلى أن الجيش الحر استهدف قوات الأسد المنتشرة على الطريق الدولي قرب مورك، بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين على مفرق قرية الناقوس في ريف حماة الغربي. وكان الطيران الحربي استهدف بالبراميل المتفجرة «قمة المرصد 45» بريف اللاذقية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أضاف أن الجيش قصف بلدات كسب وتلة الصخرة ونبع المر. وأشار المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف القوات الحكومية والمجموعات المسلحة الموالية لها في الاشتباكات مع المعارضة خلال الأيام الماضية باللاذقية. في المقابل، قالت وكالة أنباء النظام السوري: إن قواته حققت تقدما في منطقة القلمون في ريف دمشق، من جهة الحدود السورية اللبنانية، ونجح في قطع الإمدادات عن الثوار. وتسعى قوات الأسد المدعومة من حزب الله اللبناني والمرتزقة والشبيحة إلى تأمين الحدود اللبنانية بشكل كامل، وإغلاق كل المعابر مع لبنان، حيث يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق إمداد مع مناطق شرقي لبنان. وفي ريف درعا، قتل وأصيب، أمس الأول، عدد من المدنيين جراء انفجار سيارة مفخخة وسط بلدة تسيل. وبث ناشطون صورا للسيارة التي قالوا إنها تابعة لما يسمى لواء الشهيد رائد المصري بعد انفجارها قرب مبنى البلدية في تسيل. وترافق الانفجار مع قصف جوي لقوات النظام على مدن طفس ونوى وإنخل، أسفر عن قتلى وجرحى وألحق دمارا بعدد من المنازل. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة حي الإنذارات بحلب، في حين استهدفت قوات المعارضة بمدافع الهاون جيش النظام المتمركز في القصر البلدي وسط مدينة حلب. ودارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط قلعة حلب أدت إلى سقوط قتلى من الجانبين، بحسب شبكة مسار برس. وقبل ذلك، قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية مدينة الحولة بريف حمص، واستهدفت بالبراميل المتفجرة حي الوعر في المدينة، بالتزامن مع اشتباكات مع قوات المعارضة وصفت بالأعنف منذ بدء حملة النظام الدموية ضد الثورة الشعبية.