تضاربت التقارير الواردة من مدينة طبرق الليبية أمس، حول مصير الجلسة التي كان مقرراً أن يعقدها مجلس النواب لإقرار حكومة الوفاق الوطني، وسط تزايد الدعم الدولي لهذه الحكومة وتوالي زيارات المسؤولين الأوروبيين إلى طرابلس. ووصل حوالى 164 نائباً الى مقر المجلس، وسط دعوات في داخله وخارجه الى عدم إقرار الحكومة، فيما أصر ما يناهز المئة نائب على عقد الجلسة. كما وصل مبعوث الأممالمتحدة مارتن كوبلر الى طبرق والتقى رئيس المجلس عقيله صالح ونائبه محمد اشعيب، للضغط على البرلمان للتصويت على منح الثقة للحكومة وتعديل الإعلان الدستوري. وتحدثت تقارير عن فشل البرلمان في عقد الجلسة وذلك بعد تمكن مجموعة من المعارضين من التلويح برفض حضور مبعوث الأممالمتحدة الجلسة. وقالت مصادر في طبرق أن أبواب قاعة البرلمان أقفلت في وجه نواب يخشى أن يرجح حضورهم كفة الموافقة على منح الثقة، فيما سعى مشاغبون إلى الدفع في اتجاه تأجيل عقد الجلسة إلى الاثنين المقبل، اعتقاداً منهم بأن في ذلك إفساحاً في المجال أمام الفريق خليفة حفتر من حسم معركة بنغازي، الأمر الذي لم يستطع تحقيقه على مدى نحو سنتين. تزامن ذلك مع ارتفاع وتيرة المعارك في بنغازي، حيث قتل 26 من قوات حفتر في خمسة أيام من المعارك، كما أفادت وكالة الأنباء القريبة من البرلمان. وقال خليل قويدر مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي للوكالة أن «المركز استقبل 13 شهيداً و32 جريحاً جراء الاشتباكات التي شهدتها بنغازي» خلال يومين. وأبلغ الناطق باسم القوات الخاصة العقيد ميلود الزوي الوكالة ذاتها أن ستة من القوات التي يقودها حفتر قتلوا الجمعة الماضي فيما أصيب 25 بجروح، مشيراً الى أن أعداد القتلى تشمل ضحايا هجوم انتحاري لتنظيم «داعش». في غضون ذلك، زار طرابلس أمس، وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند. واستغرقت زيارته ساعات، التقى خلالها بأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات. هاموند الذي يعتبر أحدث زائر لطرابلس من المسؤولين الأوروبيين البارزين بعد نظيريه الألماني والفرنسي، جدد دعم بلاده للحكومة أسوة بالاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. وعقد الوزير البريطاني مؤتمراً صحافياً مع أحمد معيتيق نائب رئيس الحكومة، أكد فيه استعداد بلاده للمساهمة في تدريب قوات ليبية. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير أعلنا في طرابلس السبت أن حكومة الوفاق تطلب إخضاع قوات تابعة لها لتدريب أوروبي في مسألة «مكافحة الإرهاب». وقال هاموند أمس، ان «مواجهة تنظيم داعش ومكافحة الهجرة غير الشرعية أمران يقعان في الأجندة ذاتها، لكن على الشعب الليبي والحكومة الليبية أن يقررا كيفية استعادة بلدهم من غزاة داعش». وأكد الوزير البريطاني أن «المجتمع الدولي مستعد طبعاً لدعمهم وتقديم المساعدة التقنية والتدريب». وزاد: «أنا واثق بأنه اذا كانت الظروف ملائمة لهذا البرنامج (التدريب) بأن ينفذ في ليبيا أو في دولة مجاورة، فإنه سيكون أكثر نجاحاً من محاولة تنفيذه في أوروبا».