تمسك مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو لوين بخطته للسلام في ليبيا على رغم اصطدامها بعوائق جدية جعلتها محكومة بالفشل. وقال ليون في مؤتمر صحافي في تونس أمس، إن المفاوضات بين الفرقاء الليبيين «ستتواصل»، على رغم رفض طرفي النزاع تشكيلته المقترحة لحكومة الوفاق. واعتبر أن «لا بديل آخر» لإنهاء الصراع في هذا البلد. وأبلغت «الحياة» مصادر مطلعة على الاتصالات في شأن خطة ليون، أنها أتت مخالفة لما أتفق عليه في المفاوضات، وأدخلت عليها تعديلات في اللحظة الأخيرة، ما جعلها غير مقبولة لدى غالبية أعضاء مجلس النواب المنعقد في طبرق، وأيضاً لدى الفريق خليفة حفتر قائد الجيش الليبي المعين من جانب برلمان طبرق. ورجحت المصادر ألا ينجح ليون في تسويق خطته في الساعات القليلة المتبقية على ولايته قبل تولي خلفه الألماني مارتن كوبلر المهمة، ليعود التفاوض إلى الأساس، أي إلى «مسودة رابعة» للحل وقعت بالأحرف الأولى في الصخيرات قبل إدخال تعديلات عليها. وتتركز الاعتراضات على تضمين ليون تشكيلته الحكومية المقترحة، منصب نائب ثالث لرئيس الحكومة إضافة إلى رئيسين لمجلسي الدولة والأمن القومي، في حين يطالب المعترضون بأن يٌترك لرئيس الحكومة المقترح ونائبيه مهمة تعيين وزراء ومسؤولين بعد التشاور مع الأطراف الفاعلة. وعلى رغم رفض مجلس النواب في طبرق والمؤتمر الوطني في طرابلس خطته، قال ليون إن «الحوار سيتواصل»، وأعرب عن أمله «في أن تكون الحكومة المقترحة في طرابلس قريباً جداً»، مؤكداً أن «المسار حي وسيكون هناك حل سياسي لليبيا». وأشار إلى أن مفاوضات جديدة بين الفرقاء الليبيين ستعقد «في الأيام المقبلة» من دون إعطاء تفاصيل، علماً أن ولايته كمبعوث دولي كان يفترض أن تنتهي أول من أمس. وفي حديث إلى وكالة أنباء «إنسا» الإيطالية، قال ليون إن «المجتمع الدولي على علم بمخاوف بنغازي والمنطقة الشرقية وتمثيلها في رئاسة الحكومة واعتراضها على بعض الأسماء، ونطمئن أصحاب هذه المخاوف إلى أنه ستتم معالجتها من جانب الحكومة الجديدة». ورأى أن «قلة في المؤتمر ومجلس النواب، رافضة للاتفاق والحكومة، ونحاول إقناعها بأن تراجع موقفها». واستطرد قائلاً: «لكن إذا لم تتراجع هذه القلة عن موقفها، فسنتحرك إلى الأمام من دونها وسيتم استبعادها». وألمح إلى أن أي تعديلات لن تجري على الخطة التي أعلنها، وقال: «لا نستطيع الاستمرار في تعديل المسودة، وليست لدينا خيارات أخرى». تزامن ذلك، مع تواصل المعارك في بنغازي بين قوات «الجيش الوطني» بقيادة حفتر، ومسلحي «مجلس شورى الثوار» الإسلاميين. وأعلنت قوات الجيش قتل عدد من المسلحين في محور الهواري في المدينة أمس. لكن التطور العسكري الأبرز كان في غرب البلاد، حيث تجددت المواجهات بين مسلحي «فجر ليبيا» الموالية لحكومة طرابلس، وقوات «جيش القبائل» المتحالفة مع حفتر، بعد هدوء في المنطقة استمر أسابيع. وأعلنت مصادر «فجر ليبيا» أمس، أن مسلحيها تقدموا في اتجاه منطقه العقربية ودخلوا مدينة الجميل بعد انسحاب خصومهم منها. أتى ذلك بعد ساعات على إعلان «فجر ليبيا» سيطرتها على منطقتي العجيلات والطويلة القريبة من مدينة زوارة، على الطريق المؤدية إلى الحدود التونسية غرباً.