زار مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون العاصمة الليبية طرابلس آتياً من طبرق، وذلك في إطار مشاوراته لاستئناف الحوار الذي بدا في غدامس، بين البرلمان المنعقد في طبرق ونواب مقاطعين لجلساته. وينتقل ليون إلى باريس للقاء مع ممثلي دول الغرب لوضعهم في صورة تحركاتهم والتنسيق معهم. وأعلن المجلس البلدي لطرابلس «الشروع في الإعداد لاستضافة العاصمة للجلسة الحوارية الثانية التي يعتقد أنها ستكون خلال الأسبوع المقبل، برعاية دولية». وفي إطار مساعيه لتوفير أجواء آمنة للحوار، التقى ليون في طرابلس أمس، مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني وحضر اللقاء السفيرَ الإيطالي لدى ليبيا جوزيف بوتشينو. وأفاد بيان صادر عن دار الإفتاء في طرابلس انه «تم خلال اللقاء التركيز على دور المجتمع الدولي في دعم الاستقرار في ليبيا، واستعراضُ الوسائل المتاحة لذلك في الوقت الراهن». وأشار البيان إلى أن المفتي «طلب من المبعوث الخاص توصيلَ عدة رسائل إلى المجتمع الدولي، من بينها ضرورة وضع حدّ للتدخل الخارجي في ليبيا». كما التقى ليون في طرابلس عدداً من النواب المقاطعين لجلسات طبرق وناشطين في المجتمع المدني وأعضاء مجلس البلدية المحلي، لكنه لم يجر أي لقاء مع ممثلين لحكومة عمر الحاسي التي شكلت في العاصمة الليبية بعد سيطرة «فجر ليبيا» عليها. وكان في استقبال ليون في مطار معيتيقة في طرابلس الذي يسيطر عليه القيادي الإسلامي عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس البلدي لطرابلس المهدي الحاراتي. وفي باريس، علمت «الحياة» أن ليون سيصل إلى العاصمة الفرنسية لعقد اجتماع موسع يحضره المبعوث الدولي وممثلي الولاياتالمتحدة السفيرة ديبورا جونز والمبعوثان البريطاني جوناثان باول والفرنسي دوني غوير، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وأفريقيا وإيطاليا وإسبانيا ومبعوث الجامعة العربية ناصر القدوة. ويعقد الاجتماع حول ليبيا غداً الخميس، في مسعى لتنسيق الموقف من هذا الملف. ويتوقع أن تستعرض خلال الاجتماع تطورات الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لجمع الأطراف الليبية حول طاولة حوار. وأكد ليون في مؤتمر صحافي في طرابلس أمس، أن الحل العسكري غير مقبول وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي، كما أعلن الاتفاق على تعزيز العمل على الجانب الإنساني للازمة لخلق أجواء مناسبة للحوار. وأضاف أن الأعمال العسكرية التي تدور حالياً لا تتماشى مع أجواء الحوار، والتصريحات التي تصدر عن السياسيين والشخصيات الدينية والمعروفة، لا تدعم الحوار. وكان المبعوث الدولي التقى في طبرق رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في إطار جهود لحل الأزمة في البلاد. على صعيد آخر، انفجرت سيارة مفخخة أمس، أمام مقر مديرية الأمن في مدينة طبرق من دون وقوع إصابات بشرية. ونقلت «وكالة أنباء التضامن» عن عضو المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في طبرق صلاح معيوف أن الانفجار «أسفر فقط عن أضرار مادية بسيطة بالمبنى»، مشيراً إلى أن «حال طوارئ قصوى أعلنت في المدينة». في غضون ذلك، التقى وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين رئيس الحكومة الليبية الموقتة عبدالله الثني الذي يزور الخرطوم. وأكد الوزير السوداني حرص بلاده على «استمرار التعاون مع القوات المسلحة الليبية». كما أكد دعم السودان لخيار جيش ليبي موحد يضم كافة مكونات الشعب الليبي. إلى ذلك، قال موسى إبراهيم الناطق باسم «الحركة الوطنيّة الشعبيّة» المكونة من بقايا نظام القذافي إن القوات التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ودخل بها إلى بنغازي قبل أيام هي «نفس القوات التي توجهت إلى المدينة في آذار (مارس) 2011 لتطهيرها قبل أن تعترضها طائرات الأطلسي». وأوضح إبراهيم الناطق السابق باسم نظام القذافي خلال كلمة له في المؤتمر الأول للحركة المنعقد في القاهرة، أن «بقايا القوات التي اعترضتها طائرات الحلف الأطلسي عام 2011 ، تجمّعت وجنّدت معها قوات أخرى لتطهير مدينة بنغازي، وبقية مدن البلاد». وأضاف أن شباب بنغازي «أصبح لديهم الوعي الكامل هذه المرة لما يُحاك ضد النظام الجماهيري، وتعلموا أن نكبة فبراير، ماتت سريرياً وأن ثورة الفاتح لا تموت»، وذلك في إشارة إلى ثورة 17 فبراير التي أسقطت نظام القذافي.