التقى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس في شكل منفصل وفدي الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري و رئيس «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة العميد أسعد الزعبي فور وصول الوفد الحكومي بعد مشاركة عدد من أعضائه في انتخابات برلمانية أجريت الأربعاء، واعتبرتها المعارضة ودول غربية «مهزلة»، في وقت تجددت مطالبة دمشق بتعجيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. وكان دي ميستورا قال أن الانتقال السياسي سيكون محور الجولة الحالية من مفاوضات السلام التي تسعى لإنهاء خمس سنوات من الحرب، فيما قال الناطق باسم «الهيئة» التي تمثل المعارضة الرئيسية الخميس أن الهيئة مستعدة للمشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من حكومة الرئيس بشار الأسد، ولكن ليس الأسد نفسه. ويقول الأسد أنه يعتقد أن محادثات جنيف يمكن أن تُثمر عن حكومة سورية جديدة تضم المعارضة ومستقلين وموالين، لكنه رفض في شكل صريح فكرة سلطة انتقالية. وأعلن ممثلون عن مؤتمري موسكو والقاهرة (لقاءان جمعا شخصيات وأحزاباً معارضة لم تشارك في لقاء الرياض الذي انبثقت منه الهيئة العليا) الذين التقوا دي ميستورا مساء أول من أمس أن البحث تطرق إلى صلب عملية الانتقال السياسي. واستمع دي ميستورا إلى رؤيتهم حول كيفية تشكيل الجسم الانتقالي وشكله وصلاحياته. وانتهت الجولة السابقة من محادثات جنيف في 24 آذار (مارس) من دون تحقيق أي تقدم باتجاه التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب خلال خمس سنوات بمقتل أكثر من 270 ألف شخص. ولا يزال مستقبل الأسد نقطة الخلاف الرئيسية بين طرفي النزاع والدول الراعية لهما، إذ تصر المعارضة على رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشق أن مستقبل الرئيس غير خاضع للنقاش ويتقرر عبر صناديق الاقتراع فقط. داريا وانتفقد مسؤولون غربيون ومعارضون سوريون عرقلة دمشق إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق محاصرة بينها داريا وحرستا ودوما في ريف دمشق. وقال عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ياسر فرحان أن «تعنت نظام الأسد ورفضه رفع الحصار عن المدن المحاصرة، يفاقمان معاناة المدنيين، ويتسبب بمشاكل متجددة، وأهمها لقاحات الأطفال، والتي تهدد حياتهم وتعرضهم للإصابة بالكثير من الأوبئة والأمراض المزمنة، ما يرقى بممارسة النظام هذه إلى مستوى جريمة حرب». ونقل «الائتلاف» عن فرحان مطالبته «مجلس الأمن ومجموعة العمل الدولية بالضغط على نظام الأسد وميليشيا حزب الله بفك الحصار عن تلك البلدات وبقية المناطق المحاصرة»، متسائلاً: «كيف يكون وفد النظام في جنيف يفاوض على الحل بينما قواته تحاصر الأطفال وتمنع عنهم اللقاح والغذاء؟». وأطلق المحاصرون في مضايا وبقين والزبداني بريف دمشق الليلة الماضية، نداء استغاثة من أجل إدخال اللقاحات اللازمة للأطفال إلى المناطق المحاصرة. وأكد المحاصرون أن الأطفال لم يتلقوا أي لقاح منذ عام كامل، ما يعني خطراً كبيراً على صحة الأطفال وسلامتهم. كما ناشد المحاصرون في تلك البلدات المحاصرة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية «إنقاذ الأطفال الذين سيبنون مستقبل سورية التي يطمح إليها كل السوريين، سورية الخالية من الاستبداد والإرهاب»، وفق بيان «الائتلاف». متظاهرون في داريا يطالبون برفع الحصار. (المجلس المحلي لداريا)