أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني خلال زيارة للعاصمة الليبية أمس، أن أولوية المجتمع الدولي تتركز على مساندة حكومة الوفاق الوطني في الاستقرار، قبل البحث في مساعدة هذه الحكومة لمواجهة التهديدات «الإرهابية». وزيارة جنتيلوني لطرابلس أمس، هي الأولى لمسؤول غربي رفيع المستوى منذ أحداث صيف العام 2014 حين سيطر على العاصمة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا» وأقام فيها حكومة لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي. وقال الوزير الإيطالي خلال مؤتمر صحافي في قاعدة طرابلس البحرية حيث مقر حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي، إن «رسالة إيطاليا والدول الأخرى هي توفير الدعم الكبير والموحد، داخلياً وخارجياً لهذه السلطة». وتابع أن «إيطاليا تدعم حكومة الوفاق الوطني لأن هذا الأمر سيفسح الطريق أمام استقرار ليبيا، وبعدها يمكننا أن نتعامل مع قضية تهريب البشر والمهربين والإرهاب. هدفنا مساعدة الحكومة في عملها على استقرار ليبيا». وأكد جنتيلوني في موازاة ذلك، أن المجتمع الدولي «مستعد وجاهز» لمساندة الحكومة في مواجهتها خطر تمدد تنظيم «داعش» في ليبيا إذا طلبت ذلك، مضيفاً أن هذا الأمر «لا يتقرر في روما أو لندن أو واشنطن، بل يتقرر في طرابلس». واستقبل جنتيلوني الذي وصل على متن طائرة خاصة إلى مطار معيتيقة في شرق العاصمة، نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق وسط حراسة أمنية مشددة، قبل أن يخرجا من المطار في سيارة ضمن موكب رفع عليها علما إيطاليا وليبيا. وشارك معيتيق في المؤتمر صحافي في ختام الزيارة التي استمرت نحو ثلاث ساعات ونصف، فيما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية في تغريدة على «تويتر»، أن الوزير الإيطالي التقى خلال تواجده في القاعدة البحرية رئيس حكومة الوفاق فائز السراج. ووزير الخارجية الإيطالي هو أيضاً أول مسؤول أوروبي كبير يزور ليبيا منذ وصول الحكومة إلى طرابلس في 30 آذار (مارس) الماضي. وشكلت هذه الحكومة برعاية الأممالمتحدة لكنها لم تنل رسمياً ثقة البرلمان المعترف به والمستقر في طبرق (شرق) بعد. ووعد البرلمان بالاجتماع «في الأسابيع المقبلة» من أجل «منح الثقة» لحكومة السراج. وعلقت إيطاليا عمل سفارتها في طرابلس بسبب تدهور الوضع الأمني في شباط (فبراير) 2015، وكانت آخر سفارة غربية في ليبيا تسحب موظفيها من ليبيا. وأبدت دول غربية استعدادها لإعادة فتح سفاراتها بعد الهدوء النسبي الذي تشهده طرابلس منذ دخول حكومة الوفاق الوطني إليها. وحظيت الحكومة بتأييد من معظم مكونات تحالف «فجر ليبيا» الذي كان يسيطر على العاصمة وتلاشت حكومة الأمر الواقع التي كانت تحكم طرابلس. ويدعم المجتمع الدولي حكومة الوفاق، واعداً بتقديم المساعدة اللازمة لها لمواجهة تنظيم «داعش» الذي تنامى نفوذه في ليبيا على بعد مئات الكيلومترات من الشواطئ الإيطالية.