قصفت طائرات التحالف العربي أمس مواقع عدة في مرتفعات صعدة وسحار ومران وحيدان، على الحدود الجنوبية السعودية المحاذية لليمن، استهدفت مخازن أسلحة وذخائر ومتاريس استخدمتها ميليشيات الحوثي وصالح لإطلاق القذائف على الأراضي السعودية. وإزاء إصرار المسلحين على إطلاق القذائف قابل الجانب السعودي ذلك بقصف على مدار الساعة، ما كبّد المسلحين خسائر كبيرة في الأرواح والآليات والمجنزرات، في حين استمر سلاح المهندسين وطائرات الأباتشي السعودية في تمشيط مستمر للقرى الحدودية الواقعة على الخط الفاصل، لتطهيرها من الألغام والمتسللين، بعد طردهم لعشرات الكيلومترات باتجاه صعدة وحجة. (راجع ص 2) إلى ذلك، أفاد مصدر في المقاومة اليمنية في مأرب أمس بأن القوات المشتركة سيطرت على تبتي الطلعة الحمراء والبس سيطرة تامة، وتواصل ملاحقة جيوب الميليشيات المتمردة باتجاه مديرية صرواح. وأكد ل «الحياة» أن كتيبة من اللواء الثالث التابع للحرس الجمهوري أعلنت استسلامها وانسحابها. كما سلمت قبائل الأشراف كل مواقعها للمقاومة في جبهة مراد، بعد الضربات والانتصارات التي حققتها القوات المشتركة من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي. ويأتي ذلك التقدم بعد السيطرة على تبة المصارية الإستراتيجية وتطهيرها، فيما أشارت مصادر إلى فرار ميليشيات الحوثي وصالح من جبهات القتال، وتجري ملاحقتهم في ظل أنباء عن استسلام عدد من كتائب الحرس الجمهوري الأخرى، مزودة بعتادها العسكري، في جبهة الجفينة غرباً. وحدثت انهيارات متسارعة في صفوف الميليشيات بعد سقوط تبة المصارية، واستهداف مواقع للميليشيات في جبل هيلان في الجبهة الشمالية لمأرب، بعد أن انسحبت بصورة مفاجئة من مواقعها القريبة من منطقة الجدعان. وفي صنعاء قال سكان محليون في صنعاء إن طيران التحالف نفّذ صباح أمس غارتين هزتا المدينة. وأكد شهود أن الغارتين استهدفتا جبل عطان، من اتجاه شارع الستين، حيث مخازن لواء الصواريخ التابع للميليشيات الحوثية. وأكدت مصادر عسكرية أن قوات التحالف دمرت تعزيزات عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة خولان (شرق صنعاء)، كانت في طريقها إلى صرواح في محافظة مأرب، بعدما شهدت صفوف الميليشيات تراجعاً في هذه الجبهة. وأشارت إلى أن القصف استهدف مناطق خولان والبياضة وبدبدة وحريب القراميش. وفي تعز شن طيران التحالف العربي أمس غارات عدة على موقع تمركز ميليشيات الحوثي في منطقة صالة (شرق تعز) وجبل النار ومفرق المخا. كما قصفت البوارج البحرية التابعة للتحالف مواقع تمركز الميليشيات في منطقة ذباب (غرب تعز) وكبدت الميليشيات خسائر في العتاد والأرواح. وقال مصدر في المقاومة الشعبية في تعز ل «الحياة» إن المقاومة الشعبية نجحت خلال مواجهات أمس بإعطاب آلية لميليشيات الحوثي في حي الزنوج، نتيجة استهدافه بنيران المقاومة شمال المدينة، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح أربعة من ميليشيات الحوثي وصالح. وأكد مصدر حكومي رفيع أن القوات المشتركة تواصل تقدمها نحو ميناء المخا الذي يبعد نحو 80 كيلومتراً عن باب المندب، فيما تواصل ميليشيات الحوثي حصارها الخانق لتعز منذ أكثر من ستة أشهر، عبر مداخلها الرئيسة والفرعية، وتمنع دخول المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية والمياه، وتقيّد حرية التنقل، وتختطف المواطنين، وتنهب أموالهم. كما تواصل الميليشيات قصفها العشوائي المستمر للأحياء السكنية بصواريخ كاتيوشا ومدافع هاوزر، ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وجرح 25 من رجال المقاومة الشعبية، وارتقاء شهيدين وجرح 24 من المدنيين أمس. ويرى عسكريون أن خسارة الحوثيين مواقعهم الإستراتيجية غرب مأرب سيؤدي إلى تسارع انهيار صفوفهم في مديرية صرواح، آخر معاقلهم في المحافظة النفطية وتراجعهم شرقاً نحو صنعاء التي يسعى الجيش الموالي للشرعية وقوات التحالف إلى تضييق الخناق عليها قبل تحريرها.