واصل طيران التحالف العربي أمس تكثيف غاراته على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات علي صالح ومعسكراتهم في صنعاء ومحيطها ومحافظات صعدة وحجة ومأرب وتعز، بالتزامن مع اجتياز القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية المعسكر الأول الذي يسيطر عليه المتمردون عند المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة في مديرية نهم. وحققت المقاومة والجيش تقدُّماً جنوب تعز بعد معارك ضارية، فيما هاجم مسلّحون يُعتقد بأنهم على صلة بعناصر «القاعدة» مركزاً للشرطة شمال عدن، ما أدى إلى مقتل خمسة مجنّدين. وأفادت مصادر المقاومة بأن قوات الشرعية واصلت أمس الزحف نحو مواقع الحوثيين وقوات علي صالح في منطقتي «نقيل بن غيلان» و «مسورة» غداة السيطرة على معسكر «اللواء 314 مشاة جبلي» في فرضة نهم والجبال المحيطة به، كما استولت على مخزن للأسلحة والذخائر وقصفت بالمدفعية الثقيلة «تحصينات الانقلابيين في المناطق التي تراجعوا إليها». وأضافت المصادر أن غارات لطيران التحالف دمّرت دوريات ومخازن أسلحة للحوثيين في مناطق جبال «هيلان» و «صرواح» غرب محافظة مأرب، حيث تحاول قوات الشرعية طرد المتمردين من آخر معاقلهم في المحافظة. وطاول القصف مواقع لجماعة الحوثيين وقوات علي صالح في مديرية نهم، في حين استهدفت الضربات موقعين قرب معسكر القوات الخاصة والقصر الرئاسي جنوب العاصمة، وسُمِع دويُّ انفجارات شمال غربي صنعاء يُعتقد بأنه ناجم عن غارات استهدفت مواقع للجماعة ومنصات إطلاق صواريخ في مديرية همدان. وروى شهود أن المتمردين الحوثيين أطلقوا فجر أمس صاروخاً «باليستياً» من منطقة همدان، ثم أفادت قيادة التحالف بأن قوات الدفاع الجوي السعودية اعترضت الصاروخ في سماء منطقة جازان ودمّرته في منطقة خالية من دون أن تسجّل خسائر. وتواصل تحليق الطيران فوق الأراضي اليمنية القريبة من الحدود السعودية، وقصفت الطائرات موقع المنزالة والملاحيط اليمنية، بعد أن عزّزت الميليشيات المسلحة وقوات علي صالح منطقة الملاحيط بمقاتلين، لشن هجوم على الأراضي السعودية. وأبلغت مصادر «الحياة» أن عدداً من المسلحين يستميتون في محاولة الهجوم على الحدود، بخاصة في الأيام الثلاثة الماضية، مشيرة إلى صعوبة تحديد عدد قتلاهم. في محافظة تعز (جنوب غرب) كشفت مصادر في المقاومة والجيش الوطني أن قوات الطرفين حقّقت تقدُّماً جنوب تعز في مناطق «الأقروض» و «المسراخ» وسيطرت على مواقع ومبانٍ في أحياء «الحصب» و «الضباب»، بعد معارك ضارية قُتِل فيها وجرح عشرات من الحوثيين. كما قُتِل اثنان من عناصر المقاومة وخمسة مدنيين بقصف صاروخي حوثي طاول الأحياء السكنية. وفي العاصمة الموقتة عدن، هاجم أمس مسلحون يُعتقد بأنهم على صلة بعناصر تنظيم «القاعدة» مركزاً للشرطة في منطقة «البساتين» شمال المدينة، مستخدمين الأسلحة الرشاشة، ما أدى إلى مقتل خمسة مجنّدين وجرح أربعة آخرين. كما أفاد شهود بأن مسلحين أطلقوا النار على المواطن ناصر عبدالله اليافعي في منطقة «كريتر» أثناء خروجه من المسجد، ما أدى إلى مقتله، ولم تشر المصادر إلى خلفية الاغتيال، لكن مصدراً أمنياً كشف أن الضحية هو من عناصر الاستخبارات.