على رغم انتهاء الصراع الطويل بين النصر والهلال على لقب دوري عبداللطيف جميل فإنه لم ينته خارج «المستطيل الأخضر»، إذ تسارعت الأحداث أمس بعد تغريدة نائب رئيس نادي الهلال محمد الحميداني، فسارعت إدارة نادي النصر إلى الرد عليها ب«بيان صحافي» قبل أن يعود الحميداني من جديد ويرد ب«تصريح» عبر «المركز الإعلامي» الذي أعلن في وقت لاحق تقديم شكوى رسمية ضد الأمير فيصل بن تركي. وكان الحميداني أكد، في تغريدات له في صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عزم إدارة ناديه رفع شكوى ضد رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي بسبب التصريح الذي أدلى به بعد مباراة الشباب والتي انتهت بالتعادل، متعهداً للجماهير «الهلالية الغيورة»، بحسب وصفه، بإحالة التصريح إلى لجنة الانضباط، مؤكداً أن إدارة ناديه ستراقب ما ستفعله اللجنة سواء بالإنصاف أم بالتبرير بالألفاظ. وسرعان ما ردت إدارة النصر ببيان صحافي (تلقت «الحياة» نسخة منه) جاء فيه: «اطلعنا على تغريدات نائب رئيس نادي الهلال الأخ محمد الحميداني في حسابه في «تويتر» في شأن ما ذكره عن شكوى رئيس نادي النصر إثر تصريحه بعد مباراة الشباب التي أشار فيها إلى «الفيلم الهندي»، وعليه نود توضيح ما يلي: أولاً: أسعدنا وجود الأخ محمد الحميداني في المجال الرياضي من خلال نادي الهلال، وأصبحنا، بصفتنا نصراويين، نتفاءل بوجوده بعد أن حقق النصر بطولتين غاليتين أمام شقيقه نادي الهلال. ثانياً: نادي النصر يعيش هذه الأيام فرحة قطف ثمرة الجهود المخلصة التي بذلها القائمون على النادي والتي أثمرت، ولله الحمد والفضل، تحقيق الفريق الأول لكرة القدم بطولتي كأس ولي العهد وكأس الدوري، ثمرة لعطاء نجومنا ووقفة جماهيرنا، وجاء ذلك بشهادة كل النقاد والحياديين، وكنا نتمنى من الأخ محمد تهنئة شقيقه نادي النصر أو الاهتمام بفريقه، فجماهير الهلال تنتظر منه العمل... لا القيل والقال»! وأكد البيان أن رئيس النصر لم يذكر اسم أي ناد في تصريحه، إذ واصل: «ثالثاً: رئيس نادي النصر لم يذكر في تصريحه اسم نادي الهلال أو إدارة نادي الهلال، وهو في شكواه ينطبق عليه المثل القائل (كاد المريب أن يقول خذوني)! رابعاً: الأفلام الهندية معروفة وموثقة منذ سنين، ويبدو أن خبرته الرياضية المتواضعة لا تسعفه في ذكر جزء يسير ومؤلم من الماضي الرياضي»! وأكد نادي النصر في بيانه أن التعقيب على تغريدات الحميداني سيكون «الأول والأخير»، مختتماً: «الإدارة تعيش الأفراح مع جماهير العالمي بالإنجازات، وأيضاً تعمل بكل همة للاستعداد للموسم المقبل، فالنادي أمانة في أعناقنا، وجماهيرنا الغالية تنتظر منا العمل لا التصريحات الرنانة». وفي «تصريح» بثه «المركز الإعلامي» لنادي الهلال إثر «بيان النصر» طالب الحميداني لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم بتحمّل مسؤولياتها وحفظ حق النادي ورد اعتباره تجاه الاتهامات التي صدرت من رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، وتشكيكه بالنتيجة الكبيرة التي حقّقها فريق الهلال أمام النهضة في الجولة ال25 من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. وقال الحميداني بحسب «المركز الإعلامي» لناديه: «إن الإساءات التي صدرت من رئيس نادي النصر تجاه الهلال والنهضة أمر مستغرب وبعيد من الروح الرياضية، والتي لا تمت إلى الرياضة الشريفة بصلة، وتُعد سابقة في الوسط الرياضي أن يتهم رئيس نادي فريقين من فرق الدوري بالتلاعب بنتيجة مباراتهما من دون مستند حقيقي أو مسوّغات مقبولة سوى العمل على زيادة الفرقة والتشكيك في مسؤولين ممن يخدمون رياضة الوطن عبر ناديين من أعرق الأندية السعودية». وأضاف: «إن ما تفوّه به رئيس النصر هو امتداد لكثير من الإساءات التي دأبت على توجيهها أطراف نصراوية تجاه الهلال ولاعبيه ومسؤوليه من دون أن تجد رادعاً من المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه المختصة، وتحديداً لجنة الانضباط.. إذ وصف رئيس النصر نتيجة لقاء الهلال وشقيقه النهضة بالفيلم الهندي، وهو الذي شرب من الكأس الزرقاء نفسها، حيث تلقّى فريقه خسائر عدة من زعيم الأندية السعودية بالخمسة والأربعة والثلاثة، على مدار تاريخ لقاءات الفريقين». ووصف نائب رئيس الهلال التبرير الذي جاء في بيان النصر للإساءة الصادرة من رئيسه بالمخجل والمضحك، إذ أكد مجدداً اتهامات النصراويين الدائمة للهلال وتكرار مقولة «الفيلم الهندي» التي شرب منه النصراويون كثيراً، ومازالت ذكراها عالقة في مخيلتهم بدءاً من رئيس النادي حتى أصغر مشجعيه». وعن ترحيب النصراويين بدخوله الوسط الرياضي والعمل في الهلال ووصفهم ذلك ب«الفأل الحسن»، قال الحميداني: «أولاً البيان النصراوي جاء مليئاً بالأخطاء اللغوية الركيكة، إذ استبدلت كلمة القائمون على شؤون النادي بالقائمين، والقائمون فاعل والقائمين مفعول به، أما إذا كان النصراويون يرون وجودي مصدراً للتفاؤل لديهم فإن وجود الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر على رأس الهرم النصراوي هو الأكثر تفاؤلاً لدى الهلاليين، وذلك لتحقيق الهلال خلال فترة رئاسته خمس بطولات كان الأمير فيصل شاهداً عليها، وجاءت معظمها عبر بوابة ناديه بإبعاده من البطولات وتحقيقها من داخل الملعب وليس من خارجه». وتابع: «أقول للأمير فيصل بن تركي إذا كانت مباراتنا مع النهضة فيلماً هندياً فإن أخطاء الحكام الأجانب والمحليين المؤثرة هي مسلسل أهداك بطولتين غير مستحقتين، افرح بهما كيفما شئت، وبالمناسبة نتفق معك في إشارتك بعد المباراة إلى أن النصر أخذ البطولة غصباً، فهي فعلاً بطولة مغصوبة». واختتم الحميداني، قائلاً: «الهلاليون يعرفون جيداً طريق البطولات، ويتحلون بأخلاقياتها، وليس صعباً أن تحقّّق البطولات، لكن الأصعب أن تكون فعلاً بطلاً قولاً وعملاً، وأن تعرف كيف تكون كبيراً بأخلاقك وتعاملك، وهذه لا يمكن أن يحصل عليها سوى من يستحقها وتليق به كما تليق بالزعماء».