حض الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله العرب والمسلمين على المشاركة في «أسطول الحرية – 2» الذي يستعد لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، داعياً اللبنانيين الى «المشاركة بكثافة». وإذ أشاد بالموقف الكويتي الانسحاب من المبادرة العربية، أثنى على القرار المصري القاضي بفتح معبر رفح، داعياً إلى التضامن معها في حال تعرضت إلى ضغوط. ورأى أن إسرائيل أخطأت بالحساب حيال تركيا التي فاجأتها باستخدام «سلاح قطع العلاقات». واعتبر أن «حزب العدالة والتنمية أعاد تركيا إلى الأمة»، داعياً إلى «الوقوف إلى جانبها لأنها ستتعرض لضغوط دولية». وكان نصر الله يتحدث ليل امس في المهرجان الذي أقامه «حزب الله» تضامناً مع «أسطول الحرية ولتكريم الشهداء الأتراك». وذلك في ملعب الراية في ضاحية بيروت الجنوبية، وحضره العائدون اللبنانيون الزميل عباس ناصر والمصوران التلفزيونيان أندريه أبو خليل وعصام زعتر وحسين شكر (الذي كان فقد زوجته وأولاده في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006) الى جانب الدكتور هاني سليمان الذي حضر على سرير نقال بسبب إصابته في رجله، وألقى كلمة البعثة اللبنانية الى «أسطول الحرية». وكان لافتاً خلال المهرجان رفع المناصرين أعلام تركيا الى جانب الأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات «حزب الله» و «أمل» والحزب «السوري القومي الاجتماعي» كذلك صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ووضعت على منصة المهرجان مجسمات لنعوش لفت بالعلم التركي وخطت عليها أسماء الضحايا الأتراك، وكتب خلفها «غزة مرسى أحرار العالم». وحيا نصر الله في كلمته التي ألقاها كالعادة من خلال شاشة عملاقة نصبت في الملعب «المشاركين في أسطول الحرية، والشعب التركي والقيادة التركية التي استطاعت أن تثبت حضورها وشجاعتها وحكمتها في إدارة هذه المواجهة». ورأى «أننا أمام حدث كبير وعظيم في سياق صراع شعوب امتنا مع هذا العدو الغاصب لفلسطين والمعتدي على منطقتنا ومقدساتنا». وإذ وصف ما جرى ب «قرصنة علنية ومكشوفة وواضحة»، لاحظ السرعة «النسبية في إطلاق سراح كل المحتجزين والمختطفين». وإذ اعتبر أن الحادث أعاد الاهتمام العالمي إلى قضية «الحصار الوحشي اللاإنساني المفروض على غزة منذ سنوات ونسيه العالم»، مشيراً إلى موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وروسيا والدول المشاركة في اللجنة الرباعية التي كانت تغطي الحصار». توقف عند «قيام الحكومة المصرية مشكورة بفتح معبر رفح حتى إشعار آخر، وبمعزل عن أي خلفية هذا بحد ذاته نتيجة طيبة». وأكد أن «ما جرى أوجد جواً مناسباً ومساعداً لحراك فلسطين نحو المصالحة وإنهاء الانقسام». واعتبر أن حادث أسطول الحرية سيعقّد أي عدوان على لبنان أو سورية أو إيران إذ أصبحت للأمر حسابات خاصة». ورأى نصر الله أن ما فعله أسطول الحرية «يحرج الاعتدال العربي». ودعا نصرالله الى «الإفادة من الفرصة الحالية وهي ممتازة جداً لتحقيق هدف أسطول الحرية وكل ما سبقه من قوافل أخرى، وهو فك الحصار عن غزة وهذا يتطلب تشكيل المزيد من أساطيل الحرية المتجهة الى قطاع غزة»، داعياً «الى المزيد من المشاركة اللبنانية المتنوعة في أسطول الحرية رقم – 2». وأشار الى أن «الحملة الأوروبية أعلنت أنها فتحت الدعوة للالتحاق بأسطول الحرية - 2 وأنها تلقت مئات الطلبات في أوروبا، فأين العرب والمسلمون؟». ورأى «أن الذين سيذهبون سيعودون، وإسرائيل كما حسبت لتركيا حساباً، ستحسب حساباً لعلم أصفر، والذين يشاركون في أسطول الحرية - 2 من اللبنانيين يعرفون جيداً انهم ينتمون إلى بلد ومقاومة لا يمكن أن تترك أسراها في السجون». وقال: «لا نريد أن نفتح مشكلاً جديداً بل نريد أن نكون جزءاً من هذه المسألة الإنسانية والوطنية والإيمانية ولا نتركها فقط للذين يأتون من خلف البحار». وناشد نصر الله «القيادة المصرية إبقاء معبر رفح مفتوحاً». ودعا «الدول العربية ودول المؤتمر الإسلامي للوقوف معاً إلى جانب القيادة في مصر وعندها لن يستطيع أحد أن يحرجها أو يفرض عليها إغلاق معبر رفح». كما شدد على أهمية «مساندة الموقف التركي الذي سيتعرض إلى كثير من الضغوط»، وإلى «العمل على إبقاء قضية غزة وحصارها في دائرة الاهتمام العالمي، وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية مجددا»ً. وشدد نصرالله على أهمية «التمسك بالمطالبة بالتحقيق الدولي وإن كنا نعرف أنه لن يصل الى نتيجة، لكنه يحرج إسرائيل». وقال: «الإمام الخميني نقل إيران من عدو للعرب إلى صديق. اليوم حزب «العدالة والتنمية» يعيد تركيا إلى الأمة وعلينا أن نحافظ عليها، يجب أن نمتلك قوة القوة لأن العالم لا يحترم إلا الأقوياء».