دعا رؤساء الأركان إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة وتطوير السياسات والمعايير والتشريعات الوقائية الرقابية الكفيلة بمكافحة دعم وتمويل الإرهاب والوقوف بحزم ضد جرائم تمويل الإرهاب. جاء ذلك في إعلان الرياض للبيان الختامي للاجتماع الأول لرؤساء الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي عقد في الرياض اليوم (الاحد). وأعرب المجتمعون عن أهمية المضي قدماً في تفعيل انطلاقة التحالف الإسلامي وذلك من خلال اجتماع وزراء دفاع دول التحالف والذي سيعقد في الفترة المقبلة. وشدد رؤساء الأركان على أهمية العمل الجماعي والمنظور الاستراتيجي الشامل للتصدي الفعال للإرهاب والتطرف مشيرين إلى ما يمثله الإرهاب من تهديد مستمر للسلم والأمن والاستقرار، وأن التطرف ظاهرة عالمية والإرهاب لا دين له ولا وطن. واتفق المجتمعون على أهمية تفعيل الجانب الفكري في محاربة الإرهاب من خلال تنسيق الجهود لدراسة الفكر الإرهابي واجتثاثه، وترسيخ قيم التفاهم والتسامح والحوار ونبذ الكراهية والتحريض على العنف. وشددوا على الدور المهم للإعلام في محاربة الإرهاب من خلال التصدي لدعوى الفتنة والفرقة والتطرف والعنف، وإرساء قيم الإسلام السمحة والامتناع عن الترويج للإرهاب من خلال توظيف الإعلام. وأكد المتحدث باسم قوات التحالف الإسلامي المشترك مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري أن مبدأ الدول الإسلامية، أعضاء التحالف، قائم على المشاركة وتنسيق الجهود وتوحيدها، حتى تكون جهود جماعية لا فردية، لافتاً النظر إلى أن العمل المشترك يسير متوافقاً ومتناسقاً مع المنظمات الدولية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده العميد عسيري عقب انتهاء أعمال الاجتماع الأول لرؤساء الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي عقد اليوم، واجتمع فيه رؤساء الأركان في الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري، لعمل توطئة وتحضير لاجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء، المقرر انعقاده قريباً، وتحديداً بعد تواصل رؤساء هيئات الأركان مع وزراء الدفاع في الدول الأعضاء، وطرح ما تناوله اجتماع اليوم. وأوضح أن اجتماعات اليوم ركزت على أربعة محاور مهمة لمكافحة الإرهاب، مبيناً أن محور الإعلام كان أبرزها، إضافة إلى الجانب الفكري الذي يشكل واحداً من أكثر الجوانب التي ينبغي التركيز عليها في الحرب على الإرهاب، بما في ذلك كيفية إعداد الرسالة الفكرية والدمج بين المحورين الفكري والإعلامي للخروج برسالة واضحة، كفيلة بمواجهة الأفكار المطروحة من قبل المنظمات الإرهابية، وقادرة على أن تشكّل رسائل وقائية وتصحيحيه، مشيراً إلى أن المحور الثالث ركز على الجانب المالي، وتتبع مصادر تمويل عمليات هذه المنظمات، في حين جاء المحور الرابع خاصاً بالعمل العسكري الذي سيكون مركز عملياته في الرياض، حيث تبرعت السعودية بتوفير مبنى المركز وميزانيته التشغيلية. ولفت النظر إلى أن العمل العسكري لقوات التحالف سيقوم على مواجهة التنظيمات الإرهابية في الدول الأعضاء التي تعلن حاجتها لتدخل قوات التحالف، لأن التدخل لن يكون إلزامياً، مؤكداً أن آلية عمل قوات التحالف مبنية في أساسها على احترام سيادة الدول، ووفق المواثيق والأعراف الدولية، وبالتعاون مع المنظمات الدولية، وفي إطار الشرعية الدولية، التي نصت عليها قرارات الأممالمتحدة. وقال العميد عسيري ان «دول التحالف تسعى إلى تجفيف منابع الإرهاب، من خلال آلية عمل جرى بحثها في اجتماعات اليوم، خصوصاً في ظل اتفاق الدول أعضاء التحالف على تعريف وتصنيف المنظمات الإرهابية»، مبيناً أن العمل سيقوم على المبادرات من الدول أعضاء التحالف، لافتاً الانتباه إلى أن الدول الأعضاء ستتقاسم العمل الاستخباراتي وتبادل المعلومات.