حذر رجل الدين العراقي مقتدى الصدر زعماء الأحزاب السياسية من أنهم سيواجهون احتجاجات في الشوارع إذا عرقلوا الإصلاحات الحكومية التي يعتزم رئيس الوزراء حيدر العبادي إجراءها. ودعا الصدر رئيس الوزراء إلى إعلان تشكيلة حكومية جديدة في حلول غد (السبت)، يحل فيها تكنوقراط ليست لهم انتماءات حزبية محل الوزراء الحاليين للتعامل مع المحسوبية السياسية الممنهجة التي ساهمت في انتشار الرشوة والاختلاس. وتحدث رجل الدين في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل له أمام عشرات الآلاف من المصلين خارج بوابات المنطقة الخضراء في بغداد التي توجد به مكاتب حكومية إلى جانب البرلمان وسفارات دول أجنبية. وبدأ أنصار الصدر اعتصاماً خارج المنطقة الخضراء قبل أسبوع للضغط على الحكومة حتى تنفذ وعودها بمكافحة الفساد. وأبدى العبادي استعداداً للتحرك لكنه لم يسرع بإجراء التعديل الوزاري الذي أعلن اعتزامه تنفيذه في شباط (فبراير) الماضي. ويستنزف الفساد الموارد المالية للحكومة المركزية في وقت تراجعت فيه الايرادات نتيجة هبوط أسعار النفط ويحتاج العبادي لزيادة التمويل للحرب التي تدعمها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال الشيخ أسعد النصيري ممثل الصدر: «إذا جاء بحزمة إصلاحات منطقية وترضي الشعب ولا تحصل على تصويت ملائم في البرلمان فلن يكون ذلك إلا تعميماً للاحتجاجات وتكون ضد كل من لم يصوت من البرلمانيين». وأضاف النصيري: «في حال عدم إتيانه (العبادي) بتلك الحزمة (التي ترضي الشعب) سوف تكون لنا وقفة أخرى نقيمها غداً (السبت). لن نكتفي باعتصامنا أمام المنطقة الخضراء». ولم يذكر الموعد النهائي الذي حدده الصدر للعبادي الشهر الماضي لتنفيذ الإصلاحات. وتنتهي المهلة الأسبوع المقبل. وعبّر العبادي عن قلقه من أن تخرج الاحتجاجات عن السيطرة وتعرض أمن العراق للخطر في الوقت الذي يحتاج فيه للتركيز على محاربة «الدولة الإسلامية». واحتل العراق المركز 161 من جملة 168 مركزاً على مؤشر الفساد ل «منظمة الشفافية الدولية» في العام 2015. والعراق منتج كبير للنفط وعضو في منظمة «أوبك»، ويعتمد على صادرات النفط في معظم دخله.