واصل آلاف في العراق التظاهر ضد الفساد، في وقتٍ قرر رئيس وزراء هذا البلد، حيدر العبادي، تسهيل دخول مواطنيه إلى المنطقة الخضراء المحصَّنة. وانتظم آلاف المدنيين أمس في مظاهرةٍ في بغداد استكمالاً لاحتجاجات بدأت قبل أسابيع ونددت خصوصاً بالفاسدين وتدنِّي مستوى الخدمات العامة. وللمرة الأولى؛ انضم إلى المتظاهرين في العاصمة أنصار الزعيم الديني، مقتدى الصدر، بناءً على دعوة منه. وارتدى غالبية مناصري التيار الصدري الملابس السوداء خلال مشاركتهم في الفعاليات الاحتجاجية، ورددوا هتافات منتقدة لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، الذي تولى رئاسة الحكومة بين العامين 2006 و2014. وهتفوا «باي باي (وداعاً) نوري المالكي»، بحسب شاهد عيان. وعزا المسؤول في التيار، نافع البخاكي، هذه المشاركة إلى «مساندتنا الإصلاحات التي أعلنها رئيس الوزراء»، وقال «نريد دعم الدولة لتنفيذها». وحمَّل رجل دين منتمٍ إلى التيار نفسه، ويُدعى سمير الزريجاوي، ما سمّاها المافيات التي تدَّعي الدين والمذهب مسؤولية الفساد، واتهمها ب «استخدام الدين لأجل مصالحها الخاصة»، معتبراً كل المسؤولين في الحكومات السابقة وخصوصاً حكومة المالكي مسؤولين عن الفساد. لكن المشاركين في المظاهرة أبدوا تحفظات على انضمام أنصار مقتدى الصدر إليهم لا سيما أن منتمين إلى التيار تولوا مناصب وزارية في حكومتي المالكي. ووصفت السياسية، سهام الزبيدي، هذه المشاركة ب «رياء وتضليل»، متسائلةً «أين هم من الإصلاحات وخدمة الشعب؟». وأقرت الحكومة في 9 أغسطس الجاري إجراءات لمكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة بعد أسابيع من المظاهرات. ووافق البرلمان بعد يومين على الحزمة، مرفقاً إياها بإجراءات إضافية. إلى ذلك؛ أمر رئيس الوزراء، حيدرالعبادي، بتخفيف القيود على دخول المواطنين إلى المنطقة الخضراء الخاضعة لحراسة مشددة في بغداد. وأفادت مصادر رسمية أمس بإصدار العبادي توجيهات لقادة الجيش بتخفيف القيود على دخول المنطقة التي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة على نهر دجلة وتضم كثيراً من المباني الحكومية وعدة سفارات غربية.