كيف نرى أفق ذاكرتنا الثقافية المتخمة بأدخنة الحروب وأسئلة التشاؤم، في الفضاء الإنساني الراهن، حيث تعود الرأسمالية إلى أسلوبها القديم لتصوغ جغرافيا العالم عبر الحروب العسكرية والاستعمار المباشر. وهل هناك متغيرات حضارية كبرى تلوح في مسقبل حياة المجتمعات البشرية، يتنبأ بها حراك المسرح العالمي بصفته المصغي الجيد لدبيب كل ما هو متغير؟ وهل ستعمل لغة «الصورة» المصاغة من الميديا العولمية الغربية، على تهميش الصورة المنبثقة من الكلمة المعبّرة عن «الكلاسيك»، خصوصاً في حضارة الشرق، في ظل غياب المخرج المسرحي الخلاّق عن المشهد الإبداعي؟ وأخيراً، هل لا يزال الإنسان العربي، وخصوصاً الفنان المسرحي، يقف على باب المدينة، تلك التي تشهد تنامياً في العمران، فيما تخبو ملامحها الثقافية والاجتماعية، ويأفل فضاؤها؟ هذه التساؤلات والموضوعات المفاهيمية وغيرها، يتحدث عنها منظّر مسرح الصورة في المسرح العربي، العراقي الدكتور صلاح القصب، في حوار أجريته معه خلال مهرجان قرطاج في دورته الأخيرة. كيف نرى أفق الذاكرة الثقافية، خصوصاً المسرحية منها، في الفضاء الإنساني الراهن لما بعد مرحلة 11 أيلول (سبتمبر)، والتي تشهد عودة الرأسمالية إلى أسلوبها القديم، بصوغ جغرافيا العالم عبر الحروب العسكرية والاستعمار المباشر... هذه الذاكرة المتخمة بأدخنة الحروب وأسئلة التشاؤم، والخالية من المجددين والمنظّرين والمتنبئين باليوتوبيا الجديدة، في ظل رغائب الميديا وسطوة التكنولوجيا المعلبة بأنماط الثقافة الاستهلاكية؟ - إنه غبار عاصف يجتاح مناطق الثقافة والفنون في هذا العالم، لا بل إنني أرى كل المنجز الذي تحقق عبر سنوات وقرون ماضية قد تهمش، ودخل ضمن أتونات حرارية مغبرة لا نرى منها إلا ظلال ذكريات وألم، ولم تستطع ذاكرتي حتى الآن أن تستوعب هذا الحزن، وهذا الألم المتسربل بقمم لا نعرف أين سنصل معها، وأين سترسو الذاكرة، وأين سترسو الثقافة، والمسرح خصوصاً. لقد انتهى زمن التنظير وزمن الإبداع. تصحرت كل القراءات، صحّرتها حضارة القرن وتكنولوجيته المدمرة، فماذا نرى الآن غير قوافل من السحب منتشرة في سماء الثقافة. لقد تجمدت كل الخرائط وانحسرت. هذا الانحسار ليس محصوراً ومحدوداً أو محدداً في خريطة المسرح فحسب، فما عدنا نرى الآن لوحات شعر جديدة، ولم تعد هناك نوتات وسيمفونيات موسيقية كتلك التي دوزنتها قراءات باخ وبتهوفن وموزارت، ما عدنا نتلمس فناناً تشكيلياً يسمو ويحلّق في فضاءات لا حدود لها، فالعاصفة تقترب لتلاشي وتضبّب بعض ما تبقى من ذاكرة إنسانية في الثقافة العالمية. نحن الآن بحاجة إلى ذلك الحريق الكبير الذي أحدثته حركة الانطباعيين التشكيليين في فرنسا، فلا بد من أن يكوّن استيقاظاً جديداً وحركات تنظيرية جديدة، حركه أشبه بحركة الرمزيين الذين أحدثوا زلزالاً في خريطة الشعر. هل ترى أن هناك متغيرات حضارية تلوح في مستقبل حياة المجتمعات البشرية، يحدس بها حراك المسرح العالمي بصفته المتنبئ الذي لا يخيب في الإنصات الى دبيب المتغيرات التي تعبّر عمّا يمور في البنى التحتية للمجتمعات الإنسانية؟ - أعتقد أنه سيكون هنالك زلزال يغير جيولوجية الفن وجغرافيته، وهذا التغيير أحيله إلى «الكلاسيك»، وسيكون هنالك فضاء آخر جديد، ولكن زمنه سيكون متأخراً جداً، لا نشاهد فيه التجارب المسرحية الجديدة التي تحركها المخيلة، لا بل تحركها قوى بصرية لونية مدهشة، ولكن لا يزال المسرح الآن سرمداً غارقاً في كثافة اللغة، تهرب الموسيقى والغناء منه، إلى عري وتفسخٍ للذاكرة والقراءة والإنسان على السواء. لغة «الصورة» المصاغة من الميديا العولمية الغربية، والتي وصفها إدوارد سعيد، ب «حفيدة النظرة المركزية الأوروبية»، لا بل هي تستمد نسغها من الرؤية الاستشراقية... هذه اللغة، هل ستدفع آلياتها، في مشهد الثقافة العالمية الراهن، إلى تهميش الصورة المنبثقة من الكلمة المعبرة عن «الكلاسيك» وخصوصاً حضارة الشرق، ليس ابتداء من نص جلجامش وليس انتهاء بالكتب المقدسة، وإلى أين سينتهي هذا الجدل الحاد في مضمار التاريخ بين قراءات حضارة الكلمة من جهة، وقراءات حضارة الصورة؟ - الصورة تجيء وتنبعث من اللغة كما في «جدارية» محمود درويش، إضافة إلى الصورة المنتجة تقنياً، وقد تفوقت الأولى على الثانية، وكذلك تتفوق بأعمال دوستويفسكي وتولستوي وهمنغواي ونجيب محفوظ، وقمم شعرية أخرى كإدغار آلن بو وقراءات ماركيز وستاندال... تلك اللغة التي تحركت إلى ما بعد اللغة. إنها ما بعد المستقبل الآتي. إنها السنوات ما بين تلك المنجزات والزمن الآن. هذه المسافة الزمنية ما بين تلك القمم المتسربلة بالذهب، حيث اللغة مملوءة بصور أكثر كثافة من الجمل والحروف. ونحن نقف الآن إجلالاً لذلك المجد الثقافي، مجد ثقافة الصورة، ونحن نطالع منجزات ذات تضاريس متداخلة ما بين جلالة اللغة التي تمتلك الصورة والإيقاع داخل القارئ. نحن لا نقرأ دوستويفسكي ونجيب محفوظ وسواهما، بل نرى عوالمهم التي سجلت إرثاً لا يزال في قمة الهرم على مستوى العالم، فالصورة لغة، واللغة صورة. لا نستطيع أن نفك ذلك الارتباط المتداخل ما بين مياه المحيطين؛ محيط اللغة ومحيط الصورة. شكسبير ممتلئ وغارق في بحر ومحيطات لعالم كثيف، عالم أشبه بتلك الأطياف التي تلامسنا في أحلامنا الليلية. نحن نبحث عن هذه اللغة، ذات الصهيل الذي يحفز كل خلايا المخيلة، في نتاج برنارد شو وآرثر مبلر وتينسي ويليامز وآخرين... فاللغة شبيهة بغابات مزدهرة يشع من خلالها الجمال والصمت كأصوات الموسيقى إذ تشع باللون. علينا ألا نغرق في كثافة أصوات لغوية جامدة كالصخور التي تتزاحم تراصفاً في مساحات الأرض وجيولوجيتها. إنها لغة ميتة أساساً، لا يستطيع المخرج أن يتحرك في أجوائها، وأنا أرثي اللغة الرثة، اللغة المنحطّة، اللغة الشبيهة بقالب من الشمع سرعان ما ينصهر عندما تلامسه الحرارة. اللغة كائن اجتماعي يصاب بالنكوص أو الازدهار، بحسب حاضنة العمران الاجتماعي والاقتصادي التي تتمظهر فيها هذه اللغة. هل ستذهب جماليات لغتنا في الراهن، بالمسرح إلى تخوم جديدة من المعنى لجهة التنوير المعلب، أم إلى انفلات عقلاني، أم إلى شيء آخر؟ - لغة المسرح والثقافة ولغة الفن يحررها التجاوز والانفلات الزمني لإبداع آت، وكي تتحرر لغة الإبداع والمسرح تحديداً من تلك الحجرات التي تأسر العقل والإبداع الإنساني لا يمكن أن تتحدد بتلك التحديدات الأيديولوجية والسيسولوجية، فاللغة ليست خطابات اجتماعية ومحطات تاريخية وتبشيرية يؤدلجها الأيديولوجي الاجتماعي اليومي، فلا يمكن أن تتصافح هذه اللغة مع القسري الآن. إنها حمى إبداعية متحررة تدفع المثقف كي يتحرر من كل الاستلاب والقهر الاجتماعي والأخلاقي. إنها ليست قنوات تبشيرية ذات خط مستقيم واحد مع القارئ أو المشاهد. اللغة شبكة من الإرسالات يؤدلجها الكاتب والفنان لو رجعنا إلى الذاكرة، وهي ذاكرة مستقبلية على رغم أن مسافة زمنية تعود لقرون ماضية تفصلنا عنها. فشكسبير مثلاً، أسس في تراثه الدرامي خطاباً اجتماعياً لا يستطيع بطله معه أن يتصالح مع المفهوم الاجتماعي، أو مع المعنى الأخلاقي مثلاً، لا بل أسس مفاهيم جديدة في المعنى الأخلاقي والاجتماعي الذي يبحث عنه الفنان والمثقف... إنه حوار ما بعد الحضارة، ما بعد الآتي. هو عمق لتلك المفاهيم التي سجلتها ذاكرة التراث المضيء لأمة عربية، ومفاهيم لومضات مشرقة لهذه الأمة، فالمفهوم الأخلاقي والاجتماعي عند المتنبي والسياب والبياتي وأدونيس وسامي مهدي وسعدي يوسف، لوحات للمعنى الفيزيائي داخل هؤلاء، والمعنى الفيزيائي هو حرارة تصلنا مثلما تصلنا حرارة أشعة الشمس، كذلك ما طرحه الفنانون التشكيليون وفنانو خريطة قارات العالم، كجواد سليم وفائق حسن وماتيس وفان غوغ ودالي، هؤلاء تحركوا ضمن أيديولوجيا لموقف اجتماعي وتاريخي منسجم مع ذواتهم أولاً، تلك الذوات المتحررة الصافية كأشعة الشمس، والقطوف البلورية في فضاءات السماء. نريد أن نحدد أكثر، ما الذي تراه الآن في المشهد المسرحي العربي، ضمن الواقع الذي حاولت تشخيصه سابقاً... هل يذهب المسرح العربي نحو الذبول والخفوت في جمالياته وفي إنشاء معماره، أم انه ذاهب إلى مسار متطور؟ - لم نرَ البحر بامتداداته وغضبه وأمواجه التي تتراقص، وسريته ومراكبه الملونة، بل نرى جزراً صغيرة معرّضة للغرق والتلاشي بأية لحظة، هذا هو المسرح الآن بجغرافيته الأممية، المسرح ليس إقليماً، والفنون والثقافة ليست أقاليم موزعة في جغرافية الحضارة، إنها فيزياء متداخلة... إنها المركب الكيميائي السري الذي لا يزال يشغلنا كي نكتشف ذلك العنصر الذي يمنح المسرح خلايا جديدة، خلايا ضد الشيخوخة وتجاعيد الزمن، لذلك فإن مسرحنا وتحديداً على مستوى جغرافية الإقليم العربي لا يزال أشبه بتلك الجزر، على رغم أن هنالك اجتهادات وقراءات وسفراً من رحلة نحو الآتي، نحو زمن يسكنه الإبداع، وتحديداً تلك المحاولات المتألقة لبعض الجزر السورية والعراقية والتونسية واللبنانية والمصرية والأردنية، وإنني أخاف من ذلك الصوت الآتي الذي يعلن انعدام هذه الجزيرة التي اسمها «المسرح» وتلاشيها. هل ترى أن مصفوفة المسرح ستبدأ بالانهيار قريباً، ومن ثم يُعلن موت المسرح؟ - بدأت الرؤية الآن بالتلاشي والنكوص لدرجة ما بعد الصفر، وهذا يعني الانجماد. وبعد هذا الانجماد يستيقظ هذا الجليد ويذوب بأشعة شمس دافئة ليكوّن لنا بحيرة المسرح الآتي. أعتقد أن هذه الرؤية تقترب من نهاية الخطوط نحو التلاشي، وهذا التلاشي سيستغرق إعادة قوى جديدة وخلايا لا تسمح للشيخوخة باختراق هذا الهرم الذي يملأ كل مساحات القارات، أقصد المسرح. وبعد انتظار يستغرق عقوداً من الزمن يستيقظ هذا الألق وتعلن قارة جديدة، هي قارة المسرح الآتي، أي بعد مرحلة سبات وتلاشٍ وانحدار نحو هاوية التكرار والذبول، فالغابة بدأت تخترقها مساحات الكونكريت والإسفلت. سيتلاشى الكيان الأخضر من جغرافيته، ولكن ستعاد مرة ثانية كل تلك الأناشيد وتزدهر بكيميائية الفنون والثقافة. سنرى غابات ملونة جديدة تسكنها وتطوف بها قوارب وجنيات أدغار آلن بو. برأيك، ما هي أسباب هذا الانهيار؟ ولماذا يكاد المخرج المسرحي الخلاق يغيب عن المشهد الإبداعي؟ - لعل أسباب هذا الانهيار هي الصراع الأيديولوجي على المستوى السياسي عالمياً، واقتحام التكنولوجيا لتحويل الذاكرة إلى أيقونات معرفية، فعندما يظهر إسخيلوس مسرحياً ومنظّراً جمالياً كبيراً، وألقاً جديداً في معمارية جديدة للمسرح، تحتضنه هندسة القاعات الجامدة التي اخترقتها تصاميم قرون قديمة، فضلاً عن أن المخرج لم يعد مخرجاً مفكراً، ولا يسكنه الجمال بعمق، لأنه يتلامس مع أطروحات الجمال من مسافات بعيدة، إضافة إلى أن أدوات الممثل العربي لم تتطور إلى عالم السحر المدهشة، إلى كتابة العرض جسدياً بلغة الشعر والموسيقى. وكي نجد المخرج الذي يبحث في ما بعد الفلسفة والفلاسفة، هل ستكون خريطتنا المسرحية من خلال الأطروحات الجمالية أبعد مما طرحه فلاسفة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تلك الأطروحات التي لا تزال تتكرر وأصبحت لا تلامس اضطراب هذا العصر. هل يمكنك تحديد اللحظة المعرفية لظهور هذا المخرج؟ - نحن نبحث عن فيلسوف القرن الواحد والعشرين، علينا أن نغلق كل تلك القراءات لتلك الأطروحات التي دونتها القرون الماضية. لقد انغلقت الفلسفة عن آخر فيلسوف، انغلقت أبواب الفلسفة في ستينات القرن العشرين، فالمشهد المسرحي على مستوى العالم لم يظهر صورةً حية في ذاكرة متخيلة، وهذا هو الإنسان؛ تستيقظ الثقافة والفنون عندما تكون هنالك قراءات فلسفية جديدة. ألا ترى معي أن الإنسان العربي، وخصوصاً الفنان-المسرحي، يقف على باب المدينة، على رغم العمران الخارجي لجغرافيتها، إذ إن الملامح الثقافية والاجتماعية للمدينة لا تحضر في فضائها. وهل يعود ذلك الى عدم امتلاك الإنسان للفلسفة، وهل ان فلسفة ما قبل المدينة كافية لتأهيل هذا الإنسان لدخول المدينة، لنرى بعد ذلك امتلاء قاعات المسارح بالحضور. ثم، ما دور الحكومات، وخصوصاً في الدول النامية، لدفع هذا الإنسان للدخول الحقيقي الى «المدينة»؟ - المدينة والمسرح، رمزان متداخلان. المدينة هي المسرح، والمسرح هو المدينة. هل نبحث عن خطاب تتداخل فيه فضاءات رموز المدينة المشعة بتاريخها وثقافتها وامتداداتها على ذلك الجسد التاريخي أو المعماري؟ هل إن معمارية المدينة هي رمز لثقافة المسرح؟ هذه الأسئلة المتشابكة، وهذا التداخل ما بين الخطابين؛ الخطاب الثقافي والخطاب المديني، شكّل حركة فكرية تبحث عن معنى الوجود الإنساني وسط تلك الأبنية «الكونكريتية» الشاهقة التي تخلق فضاءات الرؤيا. إن المناخ الذي يتحرك المسرح في داخله ضمن خطاب ما قبل الفلسفة وما بعد الفلسفة، هو معنى اصطلاحي، مغلق ومفتوح في آن. فماذا كانت قراءات الإنسان بعد ظهور الفكر، وما هي قراءات الإنسان الأول؟ فعند أول انفجار كوني في لحظات التكوين، كانت أولى درجات الوعي الإنساني الفلسفي، بمعنى أن الفلسفة انطلقت منذ التكوين الأول؛ أي منذ اصطدام الإنسان القديم بالطبيعة، ونشوء تشظيات واحتراقات عنها قد تؤلم الفلسفة وتؤذيها لأنها تجعل قراءاتها ضمن حجم فكري بدائي أولي، ولكن من خلال هذه الحرارة وهذا الاحتراق تتأسس القراءات المضافة إلى الفلسفة، فينطلق الوعي إلى تأشيرات قرائية جديدة تلتقي بحركة وتسريع. المسرح محاصَر الآن ما بين جمود الفلسفة وشيخوختها الفلسفية، فهي لم تبث أي إشارات جديدة بعد، أي بمعنى أن النبض الفكري يبقى حركة مستمرة في جسدها، وهذا يعني أنها مهيأة إلى وثوب وانبعاث جديدين، فماذا نرى الآن وسط هذا الكم الفني والثقافي، فحضارة المدينة ليست إشعاعاً ثقافياً بقدر ما هي أبنية وناطحات سحاب ومصاعد قوة انفجارية تحرق الزمن، والانفجار المعماري الحضاري الذي يهندس المدينة، عندما يجيء من أبنية تشع بمراكزها الثقافية التي تستقبل الإنسان في قاعات حرة بعيدة من رقابة الدولة وهيمنتها، كي نستطيع حضور ذلك الخطاب المدني المتقدم ومشاهدته. ولكن من الصعب جداً أن يتكون هذا الخطاب ويتمظهر الآن. لقد تكونت هندسة الثقافة على المستوى العالمي لقرون لما بعد النهضة، أسست ثقافة معمارية متداخلة ما بين الزمن الفني والأدبي، وبين الرمز المعماري لخريطة المدينة المهندسة معمارياً. والتداخل هنا ديناميك متحرك للآتي الذي نبحث عنه. * ناقد مسرحي.