رفضت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رفضاً حازماً أي وثيقة تتضمن انتهاكاً لمرجعية عملية السلام التي تتمثل في قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأكدت اللجنة التنفيذية في ذكرى «يوم الأرض» التي تصادف اليوم، «الرفض المطلق لاستبدال تلك المرجعية بمرجعية جديدة تلغي كون مدينة القدسالشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأرض المحتلة عام 1967، وتمهد لضم أجزاء واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة تحت ذرائع الأمن الإسرائيلي وما يسمى بالوقائع الاستيطانية، وخدمة لمشروعها التوسعي ونهب الأرض، وفتح الباب لتكريس الاحتلال، إضافة إلى محاولات انتزاع الاعتراف بما يسمى يهودية دولة إسرائيل الهادفة إلى إلغاء التاريخ والحقوق الفلسطينية». ودعت «قوى شعبنا ومؤسساته الوطنية إلى الالتفاف حول هذا الموقف الذي لن تتراجع عنه مهما كانت التضحيات». ورفضت اللجنة التنفيذية أي تمديد للمفاوضات، ودعت «المجتمع الدولي إلى التصدي للسياسة الاستيطانية التوسعية، وإلزامها قواعد القانون الدولي ووقف كل أشكال عدوانها المستمر على أرضنا المحتلة، وعلى أبناء شعبنا الذي يتعرض يومياً للقتل والحصار والانتهاكات الخطيرة لمبادئ حقوق الإنسان». ورحبت بقرارات مجلس حقوق الإنسان، ودعت «هيئات الأممالمتحدة إلى وضع الآليات اللازمة لضمان تطبيقها، كما دعت الولاياتالمتحدة إلى وقف سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع حقوق شعبنا ومبادئ القانون الدولي». كما دعت إلى «مساءلة إسرائيل على جرائمها ضد شعبنا وأرضه وحقوقه، وتوسيع نطاق حملات المقاطعة لمنظومة الاحتلال ومشروعه الاستيطاني، ومحاصرة وعزل حكومة الاحتلال وسياستها العدوانية التوسعية». وحضت على «إعلاء إرادة الوحدة في صفوف شعبنا وقواه السياسة، وإنهاء الانقسام المدمر وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته الوطنية الجامعة، بما يستنهض كامل طاقات شعبنا في مقاومته الشعبية في مواجهة الاحتلال ومشروعه الاستيطاني». وأضافت أن «دروس يوم الأرض وانتفاضة عام 1987 تؤكد مجدداً أن الوحدة في مواجهة الاحتلال هي الطريق الأقصر لانتزاع الحرية والاستقلال وتعزيز التضامن الدولي مع شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة». ودعت «جماهير شعبنا في الوطن والشتات إلى أوسع انخراط في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض تشديداً على تمسكها بحقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير والاستقلال الوطني الناجز». اجتماع تفاوضي في القدس في غضون ذلك، كشف مصدر فلسطيني مطلع لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أن وفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي عقدا مساء أول من أمس اجتماعاً في مدينة القدس بحضور المبعوث الأميركي للسلام مارتن انديك. واضاف ان الاجتماع ضم عن الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، وعن الجانب الإسرائيلي وزيرة القضاء تسيبي ليفني، والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق مولخو. وأوضح أن الاجتماع تناول قضية إطلاق الدفعة الرابعة والأخيرة من قدامى المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بحسب ما هو متفق بين الجانبين، وأن الوفد الإسرائيلي كرر رفض إطلاق الدفعة الرابعة من المعتقلين من دون موافقة الجانب الفلسطيني على تمديد مفاوضات السلام. ويعد هذا أول اجتماع لوفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد اقتصار المفاوضات على اتصالات ولقاءات منفصلة مع الوسيط الأميركي. في هذا الصدد، قال الناطق باسم حركة «فتح» أحمد عساف لوكالة «فرانس برس»: «إن قضية إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى هي الآن من مسؤولية الإدارة الأميركية على اعتبار أنها التي حصلت على ضمانات إسرائيلية لإطلاق سراحهم». وأشار إلى أن اتصالات مكثفة تجرى في هذه الأثناء لمعالجة القضية. وتجتمع الحكومة الإسرائيلية اليوم، ومن المتوقع أن يكون موضوع الأسرى مطروحاً على طاولتها. وقال وزير الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع لوكالة «فرانس برس»: «إن «الأسرى لن يتم إطلاقهم اليوم (السبت)»، مضيفاً أن اتصالات مكثفة تجريها الولاياتالمتحدة للخروج من «أزمة الأسرى» خلال الساعات القليلة المقبلة. في هذه الأثناء، دعت وزارة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني والهيئة العليا لمتابعه شؤون الأسرى والمحررين، وقوى وفعاليات وطنية، أبناء الشعب الفلسطيني، إلى المشاركة في أوسع وقفة احتجاجية أمام سجن «عوفر» الإسرائيلي في تمام الساعة السابعة من مساء السبت. واوضحت ان الوقفة تهدف الى الاحتجاج على السياسة الإسرائيلية القائمة على المماطلة والتلاعب بالإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، ورفضاً لسياسة الابتزاز والمساومة التي تتبعها من أجل الحصول على مكاسب سياسية على حساب حرية الأسرى.