دعا اجتماع الأقطاب الموارنة التشاوري الذي عقد في بكركي مساء أول من أمس برئاسة البطريرك بشارة الراعي بمشاركة كل من رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق امين الجميل، زعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في بيان صادر عن المكتب الإعلامي في بكركي إلى «انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يستمد دعمه بداية من المكون الذي ينتمي إليه، فيكون معبِّراً عن الوجدان اللبناني لدى المسيحيين والمسلمين والثوابت الميثاقية والوطنية، ويحقق مصلحة شعب لبنان الواحد وخير اللبنانيين جميعاً، كرأس للدولة ورمز لوحدة الوطن، ويكون قادراً على تحمل مسؤولياته الوطنية بشكل فعلي». وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اعتذر عن عدم حضور الاجتماع لأسباب أمنية، وكان أكد للراعي انه يتبنى كل ما يتم التوافق عليه. وأكد المجتمعون «وجوب إجراء الانتخابات الرئاسية، كواجب وطني على المجلس النيابي، في الموعد الدستوري ووفق الأصول الدستورية»، داعين إلى «الإسراع في إجراء الدورة الأولى من الانتخابات في أقرب وقت ممكن وقد ابتدأت المهلة الدستورية، إفساحاً في المجال لعملية انتخابية ديموقراطية، من دون المخاطرة بانقضاء هذه المهلة بلا انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وأكدوا «متابعة التنسيق في ما بين المجتمعين والتشاور المستمر مع البطريرك حتى إتمام عملية الانتخاب». وجدّد المجتمعون «تبنيهم المبادئ التي يجب أن ترعى الاستحقاق الرئاسي والتي كانت اللجنة السياسية وضعتها بين يدي البطريرك الاثنين الماضي، مع التشديد على آلية تضمن حصول انتخاب رئيس وفق الاصول وتمنع فرض تسويات لا تتوافق مع السعي إلى تحقيق المشاركة الوطنية الميثاقية الفعلية». وغداة الاجتماع التشاوري، اعتبر الجميل بعد لقائه بري أمس أن «من الضرورة بقاء التواصل بيننا وبين الرئيس بري في هذا الظرف بالذات. نعرف تماماً الدور الاساسي الذي يلعبه والذي سيلعبه في المرحلة المقبلة، وهو دور محوري على الصعيد السياسي وكذلك في هذه المرحلة المصيرية والتاريخية والوطنية». وأكد انه «تم التشاور بشأن الاستحقاق الرئاسي وكل ما يدور حول هذا الموضوع من اتصالات». وقال: «التقيت بالأمس القريب موفدي الرئيس بري وأجرينا حديثاً مستفيضاً حول موضوع الاستحقاق وشروط عقده ضمن الأطر الدستورية والتقاليد اللبنانية». وقال: «نحن الى جانب الرئيس بري لكي يتحقق الانتخاب بكل معنى الكلمة، ويكون هناك نصاب للجلسة، وتتحمل كل الكتل والنواب مسؤولياتها في هذه المرحلة»، لافتاً إلى أن «بكركي تضع الإطار الصحيح وتخلق مناخاً معيناً، وتجمعنا كما حصل أول من أمس ولعب البطريرك الراعي دوراً مهماً جداً في هذا الإطار، ونفكر كقيادات مارونية مع بعضنا بعضاً كيف نستطيع أن نسهّل هذا الانتخاب». ووصف الظروف التي يمر بها لبنان ب «الظروف الصعبة والدقيقة للغاية». وتحدث عن مجموعة اتصالات أجراها «في الرحلات التي قمت بها مؤخراً في الخارج، وبقدر ما قمنا بواجبنا تجاه البلد بقدر ما عدنا بانطباع خطير كون لبنان منسياً بالكامل، وهناك ملاحظات كبيرة على أداء السياسيين، وخوف على النظام اللبناني والمستقبل»، لافتاً إلى أن «هناك غياباً كاملاً للبنان عن الساحة الدولية على رغم كل الصلات والتواصلات والمهرجانات التي تتم». وأسف لأن «لبنان ليس محاوراً على الساحة الدولية، ما يؤثر في ثقة الخارج به نظراً الى الضياع الذي نعيشه على صعيد المؤسسات والاستحقاقات، ما يفقد حضورنا في الخارج». وتابع: «نتسلى بالقشور وبالتفاصيل وبسجالات عقيمة بينما الاستحقاقات الداهمة هي استحقاقات خطيرة، أكان لجهة الوضع العام في البلد ومسيرة المؤسسات، ام بسبب النزوح السوري الى لبنان، وبالتأكيد نقوم بكل واجباتنا الانسانية تجاهه، لكن هذا النزوح يفوق قدرة لبنان على التحمل». وقال: «إننا بأمس الحاجة لأن يتم الاستحقاق بأسرع وقت، لأنه يعود ويعطي رونقاً خاصاً لرئيس الجمهورية ويعيد إحياء دور المؤسسات ويضع الناس على طاولة كل الاجتماعات الدولية. ويعيد لبنان محاوراً من الوزن الثقيل، لأنه في هذه المرحلة بأمس الحاجة الى دعم فعلي من أصدقاء لبنان، لا أن يعدونا في الاجتماعات الكبيرة بالمن والسلوى، بينما مؤسساتنا غير قادرة على استيعاب الذي يمكن أن نحصل عليه من الخارج». ورأى أن «المستقبل غامض بالنسبة الينا»، آملاً بأن «يوفق الله الرئيس بري لكي يدير مرحلة الانتخابات الرئاسة بحكمة وصلابة حتى نتمكن من انتخاب رئيس جمهورية قبل 25 أيار يعود ويوحد المؤسسات، ويطلق الحوار البنّاء الخلاق ونكون وضعنا لبنان على السكة الصحيحة». ولاحقاً، أعلن رئيس «المركز الكاثوليكي للإعلام» الأب عبده ابو كسم ان رسالة من البطريرك الراعي سلمها الى رئيس الحكومة تمام سلام امس هي «خاصة وفيها حكماً شق وطني». وعن مهمة الوفد الفاتيكاني الموجود في لبنان وما اذا كانت على صلة بالاستحقاق الرئاسي، قال ابو كسم لوكالة «الأنباء المركزية» ان «موفدي الفاتيكان موجودون دائماً على الاراضي اللبنانية، انطلاقاً من حرصهم الدائم على مختلف القضايا المقلقة في لبنان وهي كثيرة حالياً، منها تداعيات النزوح السوري وملفات عدة تتصل بالوضع الداخلي اللبناني، ومهمة هذا الوفد تندرج ضمن بعثات انسانية اجتماعية، بعيداً من الشق السياسي الذي يتابع عبر القنوات الديبلوماسية المختصة، وتالياً علينا ألا نسيّس الامور دائماً».