يحصر البعض «المشهد الرياضي» في منافسات فوز وخسارة ويحيطون الفعل الرياضي بسياج تصنيفي من زاوية الرؤيا الضيقة التي يحملونها ويريدون فرضها على الجميع. مناكفة من يدعون أن بأيديهم ذروة سنام الفعل الثقافي، يتقوقعون داخل أبراجهم الوهمية ويمارسون فوقية مبالغ فيها بل استبداداً ثقافياً يصعد بهم إلى هوية الحياة العامة ويخرجهم من ناموس الواقع. تابعت عن قرب بعضاً من يعتقدون أنهم رموز المشهد الثقافي وهم يتراقصون طرباً مع أهداف فرقهم المفضلة، ويلوكون على ألسنتهم سياط النقد للاعب الفلاني والنادي المنافس، وعندما يتحول الحديث إلى ساحة عامة تجدهم يتجردون من ميولهم الرياضية ويمارسون استعلائية مقيتة وكأن التوجه للمشهد الرياضي إثم أو نقيصة، وكأن الرياضة في مجملها «زنيم». بعض هذه الرموز التي تعيش في وهم البرج العاجي الذي ينطلقون منه نحو فكرهم الضيق لا يوجد له منتج واحد في الساحة الثقافية، على رغم هذا يتقمص دور المثقف ودور الكبرياء والغرور وهو يعرف في قرارة نفسه انه لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولاً. مشهد الرياضة السعودية ثقافي وحضاري أكثر مما يتوهم أصحاب الأبراج، بل إن المشهد الرياضي أفرز لنا كوادر قيادية مثقفة تسنمت سدت رئاسة تحرير أكبر وأعرق الصحف السعودية، وأفرز لنا المشهد ذاته عدد من المثقفين الرياضيين الذين قدموا نتاجهم الأدبي في المكتبات والمعارض الدولية مثل الزميل الدكتور عبدالإله ساعاتي والزميل عبدالله جاره المالكي والزميل محمد القدادي وهناك عدد تركوا بصمة على الساحة أيضاً كمنجز تعليمي إذ نترقب انتهاء الزملاء عايض الحربي مدير الشؤون الرياضية بصحيفة الرياض والزميل صالح الورثان نائب المشرف على القناة الثقافية من حصولهم على الدرجة العلمية ( دكتوراه) قريباً وهناك الزميل ناصر الغربي الذي انتهى من الماجستير وبدأ التحضير للدكتوراه، وهناك رموز كثر حصلوا على الدرجة العلمية الرفيعة وهذا يؤكد ان الفوارق التي حاول بعض رموز المشهد الثقافي زرعها أخطأت الطريق لأن المنتج التعليمي والثقافي من الوسط الرياضي أعمق وأعلى جودة من منتج المشهد الثقافي العاجي. تألق مخرجات الساحة الرياضية وبروز روادها لأنهم يبدؤون بالركض نحو القمة فيما تأخر ركب أصحاب كراسي المشهد الثقافي لأنهم تفرغوا للتنظير والتبختر في صالونات الفنادق ومنتديات الفكر الخامل. [email protected]