حققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً جديداً في مواجهة تنظيم «داعش» في شمال شرقي سورية، وسط معلومات عن التقاء قواتها المتقدمة من الحسكة بتلك الآتية من الرقة، ما يزيد الضغط على التنظيم المتشدد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير من الحسكة أمس، بأن اشتباكات متفاوتة العنف يشهدها محيط منطقة مركدة الواقعة في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، بين «قوات سورية الديموقراطية» (يهيمن عليها الأكراد) من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في «محاولة من قوات سورية الديموقراطية التقدم والسيطرة على المنطقة الاستراتيجية». وأكد المرصد «وصول مقاتلي قوات سورية الديموقراطية المتقدمين من ريف الرقة الشمالي الشرقي والتقاءهم بمقاتليها المتمركزين في منطقة مركدة». وتابع أن اشتباكات تدور أيضاً بين عناصر التنظيم وبين «قوات سورية الديموقراطية» في محيط قريتي مكمن وخربة المالح بريف الحسكة الجنوبي الغربي، دون معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن. في المقابل، نشرت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش» شريطاً مصوراً لما قالت إنه مكمن نصبه التنظيم «لعناصر من الوحدات الكردية... قرب مدينة الشدادي» في ريف الحسكة الجنوبي والتي سيطرت عليها «قوات سورية الديموقراطية» قبل أسابيع، بعد دعم جوي وفرته طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وظهرت في الشريط المصور جثث لمقاتلين يرتدون زياً عسكرياً وبينها جثة قُطع رأسها وتم وضعه فوق الجسد. وكانت مدينة الشدادي من معاقل «داعش» في محافظة الحسكة. في غضون ذلك، قال المرصد أن محافظة دير الزور (شرق) تشهد استياء بعد نشر فصيل مقاتل شريطاً مصوراً لعشرات المواطنين قُدّموا على أساس أنهم عناصر من تنظيم «داعش» وانشقوا عليه، موضحاً أن الأشخاص الذين ظهروا في الشريط ليسوا منشقين بل هم مواطنون مدنيون من محافظة دير الزور ومناطق أخرى خضعوا ل «دورات شرعية» لدى التنظيم، وأجبرتهم الظروف على النزوح والانتقال إلى مكان أكثر أمناً، ف «استغل الفصيل المقاتل مأساتهم وسجّل شريطاً مصوراً» يُظهرهم على أنهم عناصر منشقة عن «داعش». وفي حلب بشمال سورية، قال المرصد أنه حصل على نسخة من شريط مصور لعناصر فصيل مقاتل يقول متحدث باسمهم أنهم من «كتائب ثوار الشام» العاملة في محيط حي الشيخ مقصود بمدينة حلب. وأظهر الشريط المقاتلين وهم يجهزون أكثر من 20 مدفعاً محلي الصنع، وبعد حشوها بأسطوانات الغاز المتفجرة، أطلقها مقاتلو الفصيل المقاتل على أساس أنها «الدفعة الثانية» من القصف على حي الشيخ مقصود الذي يقطنه نحو 40 ألف مواطن غالبيتهم من المدنيين الكرد، بالإضافة إلى وجود نحو 30 ألف نازح من مناطق أخرى. ويشهد هذا الحي منذ أيام قصفاً يومياً مكثفاً من «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية ومقاتلة و «الفرقة 16» ومقاتلين قوقازيين بقيادة صلاح الدين الشيشاني. وتتمركز هذه الفصائل في محيط الحي من جهة طريق الكاستيلو ودوار الجندول ومنطقة السكن الشبابي، وهي تقول أنها تقصف الحي بسبب محاولة الأكراد قطع طريق الكاستيلو، خط الإمداد الوحيد لأحياء المعارضة في شرق مدينة حلب. ولفت المرصد إلى أن حي الشيخ مقصود شهد بين منتصف ليلة الأحد وفجر الإثنين سقوط 23 قذيفة صاروخية وأسطوانة متفجرة أطلقتها الفصائل و «جبهة النصرة». كما سقطت خلال النهار 15 قذيفة أخرى على الحي الذي كان قد تعرض نهار الأحد لقصف عنيف أوقع تسعة قتلى هم 4 أطفال وفتى و3 مواطنات ورجل متقدم في العمر، بالإضافة إلى أكثر من 40 مصاباً آخرين. إلى ذلك، قال ريدور خليل المسؤول بوحدات حماية الشعب الكردية السورية الاثنين إن المدفعية التركية قصفت مقاتلي الوحدات في محافظة حلب. وأضاف خليل ل «رويترز» أن القصف استهدف مدينة تل رفعت وأصاب عدداً من عناصر وحدات حماية الشعب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا قصفت الوحدات في المنطقة نفسها الشهر الماضي. وتشعر أنقرة بالقلق من زيادة نفوذ الأكراد في شمال سورية. وفي موسكو، أبدت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لاستخدام قاعدتيها العسكريتين في سورية في عمليات تخزين وتوصيل مساعدات الإغاثة. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أمس، إن شحنات المساعدات يمكن أن تسلم وتخزن في القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس، كما أن بوسع طائرات الشحن التي تحمل المساعدات الهبوط في قاعدتها الجوية في اللاذقية (قاعدة حميميم). وقالت الوزارة أمس أيضاً إن ثمانية انتهاكات لوقف إطلاق النار سجلت في سورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى أن عدد الجماعات المتشددة التي وافقت على وقف الأعمال القتالية في سورية وصل إلى 35.