دعا الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش أمس، الى تنظيم استفتاء في كل مناطق اوكرانيا لتقرير مصيرها، كما حصل في شبه جزيرة القرم في شباط (فبراير) الماضي. وقال في هذا نداء وجهه الى الشعب: «أناشد بصفتي رئيساً المواطنين العاقلين ألا يدعوا المنافقين يستغلونهم، ويطالبوا بتنظيم استفتاء حول وضع كل منطقة». ورأى ان «وحدها استفتاءات في انحاء اوكرانيا وليس انتخابات مبكرة يمكن ان تعيد الاستقرار الى الوضع السياسي، وتحفظ سيادة البلاد وسلامة اراضيها». وتردد تصريحاته دعوة موسكو قادة كييف الى إجراء إصلاحات دستورية تمنح سلطات أكبر للمناطق، خصوصاً الشرقية الناطقة بالروسية التي تشكك كثيراً في سياسات كييف. كما طالب يانوكوفيتش الذي هرب من اوكرانيا في شباط (فبراير) الماضي، ويعتقد بأنه يقيم في ضاحية موسكو، بشطبه من لوائح حزب المناطق الذي كان يترأسه والذي يجتمع اليوم لتحديد استراتيجيته للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار (مايو) المقبل، علماً انه أقرّ بوجوب اعادة تنظيمه في شكل كامل. في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين ان ديبلوماسيين روساً وأوكرانيين يجرون مشاورات لتنظيم لقاء على مستوى نائبي وزيري خارجية البلدين. وقال: «يناقش الطرفان الآن موعد اللقاء وأجندته». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التقى الثلثاء الماضي نظيره الأوكراني أندريه ديشيتسا على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي. وغداة تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية 100 من 193 صوتاً قراراً غير ملزم لاعلان بطلان استفتاء القرم، أفادت وزارة الخارجية الروسية بأن «المبادرة غير مجدية، ولن تؤدي إلا الى تعقيد تسوية الأزمة السياسية في اوكرانيا». والقرار غير الملزم الذي اقترحته اوكرانيا وأيدته البلدان الغربية، حصل على 100 صوت وعارضه 11 وامتنع 58 عن التصويت من اصل الاعضاء ال 193 في الجمعية العمومية. ولا يوجه القرار الذي كتب بعبارات معتدلة جداً انتقادات الى موسكو تحديداً. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان «العدد الكبير للبلدان التي امتنعت عن التصويت (58) وتلك التي تغيبت دليل ساطع على رفض تفسير جزئي للاحداث في اوكرانيا». وانتقدت الخارجية الروسية «الضغط الوقح الذي وصل الى حد الابتزاز السياسي والاقتصادي الذي مارسه الغرب على عدد من الدول الاعضاء لحملها على التصويت على القرار». الغاز على صعيد آخر، حذر وزير الطاقة وصناعة الفحم الأوكراني يوري برودان الاتحاد الأوروبي من احتمال قطع الغاز الروسي عن بلاده، ودعا الاتحاد الى تنظيم تزويدها بالغاز من بلدان مجاورة. وأوردت رسالة وجهها برودان الاثنين الى غونتر أوتينغر، مفوض شؤون الطاقة في الاتحاد: «الوقت المتبقي لتنظيم إمدادات الغاز من بلدان الاتحاد الى اوكرانيا قصير جداً، ويمكن التنبؤ بتكرار «حرب الغاز» عام 2009، وصولاً الى قطع امدادات الغاز من روسيا نحو الغرب في شكل كامل». وأشار إلى أن الجانب الروسي أعلن ان سعر الغاز المصدّر الى اوكرانيا لن يتضمن، بدءاً من نيسان (أبريل) المقبل، الخصم المنصوص عليه في اتفاق خاركوف. وكانت موسكو أعلنت ان اوكرانيا لا يجب ان تعول مجدداً على نيل تخفيضات في سعر الغاز الطبيعي الروسي المورد إليها، وذلك لإنعدام كل أسباب تقديمها. وكان رئيس الحكومة الأوكرانية أرسيني ياتسينيوك أعلن أمام مجلس «الرادا» (البرلمان) اول من أمس، أن الحكومة اعتمدت في موازنة البلاد سعر 480 دولاراً لكل ألف متر مكعب من الغاز الروسي المستورد بدءاً من الأول من نيسان، وذلك بتأثير إلغاء روسيا خفضين كانت منحتهما لأوكرانيا في 2010 و2013. وقف تجارب روسية في كازاخستان، أوقفت السلطات تجارب صاروخية تجريها روسيا في موقع كابوستين يار الذي تستأجره موسكو في أراضيها، اثر سقوط صاروخ روسي من طراز «إم إن300» قرب قرية شونغي (غرب)، من دون ان يتسبب ذلك في سقوط ارواح أو في أضرار جسيمة. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الحادث نتج من عطل في نظام محرك الصاروخ، ما منع وصوله الى أرض التجارب المستهدفة في كازاخستان. وقالت وزارة الدفاع في قازاخستان في بيان «أوقفت التجارب في الميادين العسكرية التي تستأجرها روسيا على أراضي جمهورية قازاخستان الى ان يتم تحديد أسباب الحادث».