أعلن وزير الدفاع سيرجي شويجو أن جميع القوات الموالية لأوكرانيا غادرت القرم، وأن كل المنشآت العسكرية في شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود أصبحت تحت السيطرة الروسية. وأبلغ شويجو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضًا بأن روسيا ستسلم الى كييف السفن العسكرية وطائرات القوات الاوكرانية التي لم يستلمها أصلًا الجانب الروسي. في هذه الأثناء نقلت «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مسؤول أمني رفيع إبلاغه الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا تواجه تهديدات متزايدة من الولاياتالمتحدة وحلفائها الذين يحاولون اضعاف نفوذ روسيا في أوكرانيا. وقال الكسندر ماليفاني نائب رئيس جهاز الامن الاتحادي لبوتين: «هناك زيادة كبيرة في التهديدات الخارجية للدولة. الرغبة المشروعة لشعوب القرم ومناطق شرق أوكرانيا تسبب هستيريا في الولاياتالمتحدة والدول (الأوروبية) الحليفة لها»، وقال: إن روسيا تتخذ «إجراءات هجومية في مجال المخابرات والمخابرات المضادة» للتصدي للجهود الغربية «لإضعاف النفوذ الروسي في منطقة لها أهمية حيوية لموسكو». وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما: إن على روسيا سحب القوات التي حشدتها على طول حدودها مع اوكرانيا والتفاوض مع الاسرة الدولية. وأضاف في مقابلة لتلفزة «سي بي إس» الامريكية إن قرار الرئيس بوتين حشد قوات على الحدود بين البلدين «قد يكون مجرد محاولة لتخويف أوكرانيا، أو قد يكون لديهم خطط أخرى». وتابع إنه «من أجل التوصل الى نزع فتيل التصعيد وتسوية هذا الوضع، على روسيا ان تسحب قواتها وتبدأ بالتفاوض مباشرة مع الحكومة الاوكرانية ومع الاسرة الدولية». وكان رئيس مجلس الامن القومي الاوكراني اندريه باروبي قدر الخميس عديد القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود بمائة ألف، ما يفوق بكثير التقديرات الامريكية التي تتحدث عن عشرين ألف عسكري. وقال اوباما اإن بوتين: «يكشف عن نقمته على ما يعتبره خسارة الاتحاد السوفيتي» مؤكدًا أن على بوتين عدم «العودة الى الممارسات التي كانت سارية في حقبة الحرب الباردة». وأضاف «من المحتمل أنه يسيئ تفسير الغرب بشكل كامل. ومن المؤكد أنه يسيئ تفسير السياسة الخارجية الامريكية». وقال: «لا مصلحة لدينا على الاطلاق في محاصرة روسيا ولا مصلحة لدينا في اوكرانيا عدا السماح للشعب الاوكراني بأن يقرر بنفسه حياته». واعتبر بوتين ان الدور الذي لعبته القوات الروسية في القرم أظهر «القدرات الجديدة» للقوات المسلحة الروسية، في اقرار ضمني بمشاركة عسكريين روس في السيطرة على شبه جزيرة القرم. وقال: إن «أحداث القرم كانت اختبارًا، وأثبتت القدرات الجديدة لقواتنا المسلحة ومعنويات رجالنا القوية»، وشكر «قيادة اسطول البحر الاسود وعناصره فضلًا عن وحدات اخرى منتشرة في القرم على ضبط نفسها وشجاعتها»، متحدثا خلال حفل تقليد أوسمة في الكرملين نقله التلفزيون، وقال: إن احتراف العسكريين الروس «أتاح تفادي الاستفزازات ومنع إراقة الدماء وضمان الشروط لاستفتاء حر وسلمي»، وأضاف «يجب الآن مواصلة تطوير القدرات القتالية لوحدات قواتنا المسلحة بما في ذلك في القطب الشمالي». وكان بوتين حصل في نهاية شباط/فبراير من مجلس الشيوخ الروسي على تفويض لتكليف الجيش بالتدخل في اوكرانيا. من جانب آخر، قالت «ايتار تاس» للأنباء: إن الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش دعا إلى إجراء استفتاء في كل منطقة داخل أوكرانيا على خيار الانفصال، بدلًا من إجراء انتخابات رئاسية في 25 مايو/آيار، ولم يظهر يانوكوفيتش في مدينة روستوف- أوندون الروسية أمس، لكن وسائل الإعلام الروسية ذكرت أنه سيتحدث في مؤتمر صحفي في وقت لاحق. وفر يانوكوفيتش إلى روسيا الشهر الماضي وعقد مؤتمرين صحفيين في المدينة أكد فيهما على أنه لا يزال الرئيس الشرعي لأوكرانيا. ومنذ عزله أجرت منطقة القرم استفتاءً أيد المشاركون فيه بأغلبية ساحقة الانضمام الى روسيا، واستولت القوات الروسية على المنشآت العسكرية الأوكرانية والسفن في القرم. وآثر غالبية الجنود البقاء في شبه جزيرة القرم والخدمة تحت قيادة السلطات الجديدة. وقال سكان مدينة روستوف أون دون: إن مصير يانوكوفيتش لا يعنيهم كثيرًا لكنهم سعداء بانضمام القرم الى روسيا. وقالت امرأة تدعى ارينا: «الجميع يعرفون حقيقة أن يانوكوفيتش يختبئ في منطقة روستوف. أنا شخصيًا لا مشاعر لدي بشأن ذلك؛ لأنه لا يؤثر عليّ. ما يؤثر عليّ هو أن القرم انضمت لنا، يا لها من سعادة لأنها أرض روسية فعلية منذ البداية. الروس كلهم سعداء بذلك». وقال مواطن آخر يدعى اناتولي: «مؤتمر صحفي آخر، بأي فائدة سيعود على يانوكوفيتش؟ لا أدري. أعتقد ان الوضع في القرم على الأقل أضحى عاديًا. في أوكرانيا يزداد سخونة، العناكب في البرطمان (الوعاء) الزجاجي تأكل بعضها». وقال آخر يدعى فاليري: «واضح أن نظامًا نازيًا تولى السلطة في أوكرانيا. غالبية السكان ضده. انهم يرهبون الجميع، الروس والأوكرانيين واليهود.. الجميع. لكن يانوكوفيتش حقيقة هرب من اوكرانيا؛ لذلك ما الفائدة من الحديث عنه؟ ما الجيد الذي يمكنه ان يقوله؟». ودعت السلطات المؤقتة في أوكرانيا الى اجراء انتخابات رئاسية لاختيار خليفة ليانوكوفيتش يوم 25 مايو/أيار. وانتقدت موسكو قرار الاممالمتحدة الذي وصف الاستفتاء الذي أيدته موسكو وأجرته منطقة القرم بشأن الانفصال عن أوكرانيا بأنه باطل سيجيء بنتائج عكسية واتهمت الدول الغربية باستخدام الابتزاز والتهديد لحشد التأييد للقرار في المنظمة الدولية. والقرار الأممي غير ملزم اتخذ يوم الخميس بأغلبية 100 صوت واعتراض 11 وامتناع 58 عن التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 193 عضوًا في تصويت قالت الدول الغربية: إنه يسلط الضوء على عزلة روسيا.