كييف، واشنطن – أ ف ب، رويترز – أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ضرورة سحب روسيا قواتها من الحدود مع أوكرانيا، والتفاوض مع كييف والأسرة الدولية، وقال: «قد يكون قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حشد قوات على الحدود مجرد محاولة لتخويف أوكرانيا، أو قد يكون لديهم خطط أخرى». واعتبر أن بوتين «ناقم على ما يعتبره خسارة الاتحاد السوفياتي، وهو يُسيء تفسير الغرب والسياسة الخارجية الأميركية التي لا مصلحة لديها في حصار بلاده، ولا تريد إلا السماح للشعب الأوكراني بأن يقرر حياته بنفسه». لكن وزارة الخارجية الروسية أكدت أن «لا أساس» لمعطيات عن الحشود الروسية التي قدّرت كييف عددها بمئة ألف جندي في مقابل إعلان واشنطن أنه 20 ألفاً، فيما أمل وزير الخارجية سيرغي لافروف بأن تتقبل دول الاتحاد الأوروبي «بواقعية» التطورات في أوكرانيا والقرم. وفي اجتماع طارئ عقده مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، أشاد بوتين بقدرات جيش بلاده، وقال: «أظهرت الأحداث في القرم المستوى العالي لجاهزية قواتنا، وقدراتها الجديدة نوعياً وروحها المعنوية العالية». وتابع: «سمح الأداء الدقيق للعسكريين بتجنب استفزازات وسفك دماء، وخلق ظروفاً ملائمة لتنظيم استفتاء القرم». وأشار إلى عزم موسكو «تنفيذ عمل جدي لتحديث البنية التحتية العسكرية في القرم، وإنجاز تشكيل فروع وزارتي الداخلية والطوارئ وهيئة التنفيذ القضائي وباقي أجهزة الأمن». وقرر المجتمعون الشروع في إلغاء اتفاقات موقعة مع أوكرانيا، أهمها اتفاقيتا كييف (المبرمة عام 1997) وخاركوف (2010) اللتان نظمتا تمركز الأسطول الروسي في قاعدة سيفاستوبول بالقرم، في مقابل تخفيضات سعر الغاز الطبيعي الروسي المباع إلى أوكرانيا. وترى موسكو أن الاتفاقيتين باتتا بلا أهمية بعد ضم القرم. على صعيد آخر، دعا الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، في رسالة تلفزيونية، إلى تنظيم استفتاءات لتحديد مصير كل مقاطعة في البلاد، مؤكداً أن الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أيار (مايو) المقبل لن تحقق الاستقرار، علماً بأن حزب «المناطق» الذي تزعمه قبل هروبه من أوكرانيا في شباط (فبراير) الماضي، يجتمع اليوم لتحديد استراتيجيته للانتخابات. وترشح عدد من ممثلي حزب «المناطق» فعلاً للانتخابات، أبرزهم النائب السابق لرئيس الوزراء المكلف قضايا الغاز يوري بويكو، ورجل الأعمال سيرغي تيغيبكو والحاكم السابق لمدينة خاركيف الناطقة بالروسية ميخايلو دوبكين.