أبو ظبي المعرض الأول الفردي في العالم العربي لفنانة النحت العالمية ديانا الحديد، وسيفتح أبوابه للجمهور بحفلة استقبال مساء غد. يتضمن معرض «وهم الأطراف» مجموعة من الأعمال الجديدة، إضافة إلى ثلاثة أعمال مستعارة من أبرز المجموعات الفنية المحلية. وتتضمن قائمة أعمال ديانا الحديد المستعارة «نقطة التلاشي»، المنحوتة البرونزية من مقتنيات الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، واللوحة الفنية الكبيرة دون عنوان من مقتنيات «مؤسسة بارجيل للفنون» في الشارقة، مقدمة من سلطان سعود القاسمي، والمنحوتة الفنية الضخمة «جدار غراديفا الرابع» من مقتنيات «مؤسسة الشارقة للفنون» التي ترأسها الشيخة حور القاسمي. وقالت مايا آليسون، المديرة المؤسِسة ل «رواق الفن»، ورئيسة القيمين الفنيين في الجامعة: «يتطلب قرار إعارة الأعمال الفنية درجة عالية من الثقة، لا سيّما عند إعارتها لمؤسسة يافعة مثل مؤسستنا. إننا فخورون للغاية، ونود الإعراب عن تقديرنا للشيخة منال والشيخة حور وسلطان سعود القاسمي، لتكرمهم بإعارة هذه الأعمال الفنية المهمة لصالح رواق الفن في جامعة نيويورك أبو ظبي». وأضافت: «يتناغم هذا التعاون المتميز مع واحد من أهدافنا الرئيسية وهو: رعاية وتمكين التبادل الفني والإثراء الإبداعي لمختلف أرجاء المنطقة. وإبان افتتاح المعرض، سيتسنى للجمهور مشاهدة الأعمال الفردية المعارة مؤطرة في سياق المسيرة الإجمالية للفنانة، وبالتالي الاستفادة من هذه المقتنيات الفنية المرموقة في دولة الإمارات العربية المتحدة». وجاءت تسمية المعرض المقام حتى 28 أيار (مايو) 2016 تيمناً بأحد الأعمال الرئيسة المعروضة، «وهم الأطراف»، وهو مصطلح يُشير إلى الشعور الذي يمر به صاحب أحد الأطراف المفقودة، كالذراع أو الساق، وكأن هذا الطرف موجودٌ وقادرٌ على الحركة. ويجسِّد هذا العنوان الطابع الفني الذي يسود غالبية أعمال ديانا الحديد، بما يستحضر جماليات التراث الثقافي العريق في حوار مع عميق الوجدان بأسلوب يرتكز على الجوهر. ويتكرر موضوع الذاكرة بمظاهرها المادية في الفن والهندسة المعمارية في معظم أعمال ديانا الحديد. وتحيط المنحوتةَ الاستثنائية الضخمة «وهم الأطراف» لوحتان كبيرتان: «المسرنم» و «طبيعة صامتة مع الذهب»، الأولى مستوحاة من لوحة ذات نحت نافر من القرن الرابع عشر تُدعى «غراديفا»، في حين شكّلت الثانية تجديداً للوحة الفنان هانز مملنغ التي تعود إلى عام 1475 وتُسمى «رمز العفة» (Allegory of Chastity). هاتان اللوحتان تأتيان إلى معرض «وهم الأطراف» من معرض ديانا الأخير «الأقدار» الذي أقيم في «Secession Vienna» في فيينا عاصمة النمسا. وإلى جانب مجموعة «الأقدار» ستُعرض سلسلة من المنحوتات المرتبطة بعضها ببعض، إضافة إلى العرض الأول للقطعة الفنية الجديدة المكونة من ثلاث لوحات جدارية. وهذه اللوحات المتلألئة المفعمة بألوان زاهية ما هي إلا استجابة من الفنانة للوحة الفريدة «معركة سان رومانو» التي تعود إلى عصر النهضة من أعمال الفنان باولو أوشيلو. وعلى غرار إبداعية أوشيلو، اختبرت ديانا الحديد المساحة التصويرية في لوحاتها وزادت مساحتها، تارةً مع الرسم وتارةً أخرى مع النحت. وبهذه المناسبة، قالت ديانا الحديد: «أنا فخورة بإقامة أول عرض فردي لأعمالي في العالم العربي ضمن هذا المعرض الراقي، وحقيقةً كان من دواعي سروري العمل مع مايا وفريق عمل رواق الفن بجامعة نيويورك أبو ظبي، الذين يتحلون جميعاً برؤية فنية مذهلة ويكنون احتراماً للفنانين واحتياجاتهم. وأنا متشوقة لمشاركة أعمالي مع سكّان المنطقة، وأود أن أعرب عن بالغ تقديري لجامعة نيويورك أبو ظبي ورواق الفن على جهودهما في استضافة أعمالي وعرضها أمام جمهور عريض من عشّاق الفن»