نددت دمشق بتصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أعلن الثلثاء أن بلاده تدرس خطة بديلة للتعامل مع الوضع في سورية، محملة واشنطن وحلفاءها مسؤولية اندلاع الأزمة في سورية، بحسب بيان للخارجية السورية نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن مصدر في الخارجية السورية قوله: «تعقيباً على التصريحات التي أدلى بها كيري في مجلس الشيوخ بالأمس والتي تحدث فيها عن إطالة الأزمة في سورية واحتمال التقسيم فإن الجمهورية العربية السورية، تدين هذه التصريحات التي تجافي الواقع وتأتي في سياق التضليل لإخفاء مسؤولية بلاده في ما تتعرض له سورية من جرائم المجموعات الإرهابية». وتابع إن «الولاياتالمتحدة وحلفاءها وأدواتها الإقليمية تتحمل مسؤولية اندلاع الأزمة في سورية واستمرارها وذلك من خلال مواصلتها دعم الإرهاب وعدم أداء دورها كعضو دائم في مجلس الأمن لفرض تطبيق قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب». وأكد المصدر أن «سورية وشعبها الذي يتطلع إلى إنهاء الأزمة الراهنة بأسرع وقت ممكن وعودة الأمن والاستقرار إلى كل أرجاء الجمهورية العربية السورية مصمم اليوم أكثر من أي وقت مضى على دحر الإرهاب والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً وحماية سيادتها وقرارها الوطني المستقل». وكان كيري قال في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولاياتالمتحدة لن تنتظر أكثر من شهر أو اثنين لترى ما إذا كانت موسكو جادة في شأن المحادثات. وزاد: «ربما يفوت الأوان لإبقاء سورية موحدة إذا انتظرنا فترة أطول». وقال: «هناك نقاش كبير يدور الآن حول خطة بديلة في حال لم ننجح في عملية التفاوض»، ملمحاً إلى أن مثل هذه الخطوة تنطوي على زيادة الدعم للجماعات السورية المسلحة. إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل الخطة البديلة التي سينصح الرئيس الأميركي باراك أوباما باتباعها في حال فشلت الجهود للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في سورية. وألمحت مصادر ديبلوماسية والصحافة الأميركية إلى أن الخطة الجديدة قد تشتمل على تدخل عسكري للولايات المتحدة والتحالف، إلا أن واشنطن لا تزال حذرة جداً من الانجرار إلى النزاع في شكل أكبر. وأضاف كيري أمام اللجنة: «عندما التقيت بالرئيس بوتين، قلت له بشكل مباشر جداً أن التأكد من نجاح هذا الاختبار لن يكون خلال ستة أشهر أو عام ونصف وهو الموعد المفترض للانتخابات». وتابع: «يجب أن نعرف خلال شهر أو اثنين ما إذا كانت العملية الانتقالية جادة بالفعل. يتعين على الأسد نفسه أن يتخذ قرارات جدية في شأن بلورة عملية تشكيل حكومة انتقالية». وأوضح أنه «إذا لم يحصل ذلك فإن هناك، كما قرأتم في الصحف وربما سمعتم أيضاً، خيارات لخطة بديلة يتم بحثها». وشدد الوزير المتفائل دوماً والمناهض للتدخل العسكري على أن ليست لديه «أية أوهام» في أنه «إذا لم يحصل أي تقدم، إذا لم يجر أي شيء، سيكون من الصعب للغاية أن نبقي الناس حول طاولة المفاوضات». والتقى كيري بوتين في موسكو في كانون الأول (ديسمبر)، وتحدث أوباما مع نظيره الروسي الاثنين للاتفاق على بدء تنفيذ خطة «وقف الأعمال العدائية» في سورية ابتداء من يوم السبت. وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، فإن كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف سيدفعان الأسد والمعارضة إلى التفاوض على عملية انتقال سياسي بانتخابات ودستور جديد. وأعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عن تشككهم في شأن الخطة، إلا أن كيري أكد أن بوتين لن يرغب في أن يرى القوات الروسية تغرق في مستنقع حرب طويلة إذا رفض حليفه الأسد المشاركة في العملية السياسية. وأضاف: «أعتقد أن بوتين ذكي بما يكفي ليفهم أنه إذا بقي هناك لفترة من الوقت فإن الأشخاص الذين دعموا المعارضة سيرسلون إليهم مزيداً من الأسلحة، وسيواصلون القتال».