لندن، موسكو، واشنطن، نيويورك - «الحياة»، رويترز، أ ب، أ ف ب - يدخل الاتفاق الروسي - الأميركي المتمثل بحض النظام السوري والمعارضة على إيجاد حل سياسي للنزاع المستمر منذ أكثر من سنتين مرحلة اختبار على قدرة الدولتين الأعظم على فرض الحل على السوريين وإنهاء «حرب الاقتتال الطائفي» الهادفة إلى إيجاد واقع جديد في سورية. واعتبر موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي ما تم الاتفاق عليه في موسكو لعقد «جنيف - 2» خلال لقاء طويل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي جون كيري «خطوة أولى مهمة جداً». وقال الإبراهيمي في بيان صدر عن مكتبه: «إنها أول معلومات تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جداً»، مؤكداً أن «التصريحات التي صدرت في موسكو تشكل خطوة أولى إلى الأمام هامة جداً لكنها ليست سوى خطوة أولى». وبعد محادثات امتدت حتى ليل الثلثاء، التقى خلاله كيري أولاً ولأكثر من ساعتين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثم أجرى محادثات لثلاث ساعات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الوزير الروسي في مؤتمر صحافي بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء «اتفقنا على أن تشجع روسياوالولاياتالمتحدة الحكومة السورية ومجموعات المعارضة على إيجاد حل سياسي» للنزاع. وأكد لافروف وكيري أنهما يأملان في الدعوة إلى مؤتمر دولي في نهاية أيار (مايو) للبناء على ما تم إقراره خلال «بيان جنيف» الذي أقرته القوى الكبرى في حزيران (يونيو) الماضي من أجل حل سلمي للنزاع. وقال كيري إن الاتفاق الذي يتضمن ست نقاط وتفاوض في شأنه مبعوث الجامعة العربية والأممالمتحدة السابق كوفي أنان: «يحب أن يكون خريطة الطريق (...) التي يستطيع الشعب السوري من خلالها إيجاد طريقه إلى سورية الجديدة ويمكن أن يتوقف بها حمام الدم والقتل والمجازر». وحذر كيري من أن «البديل هو مزيد من العنف والبديل هو اقتراب سورية أكثر من الهاوية أو حتى السقوط في الهاوية ومن الفوضى». وحدد بيان جنيف، الذي تم التوصل إليه في 30 حزيران (يونيو) الماضي من قبل القوى العظمى الطريق الواجب اتباعه من أجل تشكيل حكومة انتقالية ومن دون التطرق إلى مصير الرئيس بشار الأسد. من جهة أخرى وبينما دعت واشنطن مراراً إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، قال كيري للصحافيين أن وحدهما المعارضة والنظام يمكنهما تحديد شكل الحكومة الانتقالية لإجراء انتخابات ديموقراطية. لكنه أضاف: «من المستحيل بالنسبة لي شخصياً تفهم كيف يمكن لسورية أن تحكم في المستقبل من قبل الرجل الذي ارتكب الأشياء التي نراها الآن». وتابع: «لكنني لن أقرر ذلك هذا المساء ولا في نهاية المطاف». وأكد لافروف من جهته أن روسياوالولاياتالمتحدة ستفعلان ما بوسعهما «لتأمين جلوس الحكومة والمعارضة إلى طاولة المفاوضات». وقال الإبراهيمي في بيانه إن «كل المعطيات تدعو إلى الاعتقاد» بأن التوافق الذي تم سيحصل على دعم الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي. وأضاف: «من المهم بالقدر نفسه أن تحصل تعبئة في المنطقة بمجملها من أجل دعم هذه العملية». وعلى رغم أن روسيا حليف قوي للأسد وحالت دون فرض مزيد من العقوبات ضد سورية في الأممالمتحدة وتزود حكومتها بالأسلحة، إلا أن وزير الخارجية الروسي قال: «إن موسكو ليست قلقة على مصير أفراد» في إشارة إلى الأسد. وقال كيري إن المؤتمر يجب أن يعقد «في أسرع وقت ممكن عملياً نرجو أن يكون في نهاية الشهر» ولم يذكر أي من الوزيرين أين سيعقد المؤتمر. وشدد كيري على أن مصير مشروع قانون أميركي يدعو الولاياتالمتحدة إلى تسليح مقاتلين في المعارضة السورية سيعتمد على أي أدلة في شأن استخدام الأسلحة الكيماوية وكذلك التقدم نحو التوصل إلى حل سياسي. وقال: «سيعتمد الكثير على ما يحدث على مدى الأسابيع القليلة المقبلة وكذلك ما سيحدث مع ذلك التشريع». وكان الرئيس باراك أوباما دافع الثلثاء عن الاستراتيجية التي تبنتها حكومته في ملف النزاع السوري لكنه أقر بعدم وجود «أجوبة سهلة» لمواجهة هذه الأزمة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الكورية الجنوبية بارك غوين هي في واشنطن، «يمكن أن نفهم أن هناك رغبة في ردود سهلة». وشدد على أنني «لا أتخذ قرارات على أساس الانطباعات. لا أستطيع أن أجمع تحالفات دولية حول تصورات. حاولنا ذلك في الماضي، بالواقع، وهذا الأمر لم يعط نتائج جيدة بما فيه الكفاية». في بروكسيل قال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إن الاتحاد «مرتاح جداً» لما تم إقراره في موسكو. وأضاف أن «الاتحاد كرر مراراً أن حل النزاع يكمن في تسوية سياسية شاملة». وأكد أن «الاتحاد مستعد للمساعدة بأي شكل ويأمل في أن يشكل المؤتمر بداية عملية السلام».