أعلن وزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين رباني في افتتاح اجتماع رباعي لممثلي افغانستانوباكستان والصين والولايات المتحدة من اجل تحريك عملية السلام مع حركة «طالبان» المعلقة منذ نهاية تموز (يوليو) الماضي، ان بلاده ترغب في تحديد موعد بحلول نهاية الشهر الجاري لاستئناف الحوار المباشر. وتكرر كما في اللقاءات الثلاثة السابقة عدم حضور الحركة المحادثات. تزامن ذلك مع اختيار الرئيس الأفغاني أشرف غني الزعيم النافذ لاثنية الباشتون التي ينتمي اليها قسم كبير من «طالبان» بير سيد احمد غيلاني خلفاً لرباني على رأس المجلس الأعلى للسلام، من دون تحديد الأسباب. وسمحت اللقاءات الرباعية السابقة بوضع خريطة طريق لتحديد آفاق الحوار. والعملية التي أطلقت في كانون الثاني (يناير) الماضي «تمنح فرصة لكل المعارضين بإلقاء السلاح، ووضع حد للعنف ضد شعوبهم». وهي دعت «كل مجموعات طالبان» للمشاركة في الحوار. لكن «طالبان» تكثف الضغط العسكري منذ انسحاب معظم القوات الأجنبية القتالية نهاية 2014، ودفعت القوات الحكومية الى الانسحاب خلال اسبوع من منطقتين في شمال ولاية هلمند. وهي واصلت حملة التفجيرات الانتحارية أول من أمس، وقتلت 14 شخصاً في هجوم على عيادة بولاية باروان شمال كابول. وبعدما أعلن مسؤولون أفغان أن الانسحاب من منطقتين بهلمند سيسمح بتدعيم القوات لمهاجمة معاقل «طالبان»، أمل مستشارو الحلف الأطلسي (ناتو) في أن يقضي الجنود الأفغان وقتاً أقل في حراسة الحواجز الأمنية، والمبادرة الى مهاجمة مقاتلي «طالبان»، في تحول تكتيكي مهم لمحاولة قمع حركة التمرد المتصاعدة. ويمثل تقليل الاعتماد على آلاف الحواجز الأمنية ذات الدفاعات الضعيفة المنتشرة في المدن وعلى الطرق في أنحاء البلاد أولوية للحلف قبل بدء فصل الصيف الذي يتوقع أن تشتد فيه حدة القتال مع «طالبان». وقال الجنرال ويلسون شوفنر، الناطق باسم بعثة التدريب التي يقودها الحلف: «هناك مقولة عسكرية قديمة بإنك إذا دافعت عن كل مكان فإنك لا تدافع عن أي مكان. وهذا ينطبق تماماً على القوات الأفغانية». وصرح الجنرال مراد علي مراد، قائد القوات البرية في الجيش الأفغاني: «قررنا إنهاء الدور الدفاعي لقواتنا، وتوفير تدريب جدي ومعدات أفضل لها لإعدادها لهجوم الربيع». لكن العمليات المتنقلة تستلزم ترتيبات لوجستية ودعماً جوياً يكون غالباً خارج نطاق الموارد الأفغانية المحدودة، علماً ان مسؤولين كشفوا ان القوات الحكومية المدعومة بغارات جوية أميركية قتلت 30 من عناصر تنظيم «داعش» خلال أسبوع في قرية محمد دارا بولاية ننغرهار (شرق) المحاذية للحدود مع باكستان. كما قال عطا الله خوجياني، الناطق باسم حكومة الولاية إن «15 متمرداً آخرين قُتلوا في اشتباكات مع القوات الأفغانية». في باكستان، أعلن الجيش مقتل 15 مسلحاً في غارات جوية شنتها مقاتلاته على اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع افغانستان، في اطار هجوم واسع على مقاتلي «طالبان» وتنظيم «القاعدة».