تعاونت «مكتبة الإسكندرية» مع دار النشر الهولندية «بريل» أخيراً في إقامة ورشة عمل تدريبية لرقمنة النصوص العربية، في مدينة «ليدن» في هولندا. وجاء هذا التعاون في إطار احتفالية دار «بريل» بالذكرى ال400 لعملها في نشر نصوص باللغة العربية. واختارت الدار «مكتبة الإسكندرية» للمشاركة في الحدث كونها رائدة في مجال نشر المحتوى العربي رقمياً والترويج له، منذ ما يزيد على عشر سنوات، إضافة إلى خبرتها المتميّزة في مجال رقمنة النصوص العربية. وضمت ورشة العمل عدداً كبيراً من المشاركين قدموا من بلدان مختلفة كلبنان وتونس وتركيا وروسيا والبوسنة والهرسك، إضافة إلى مكتبات ومعاهد أوروبيّة متنوّعة، من بينها جامعة «ليدن». خلال ورشة العمل، تعرّف المشاركون إلى أحدث تقنيّات الرقمنة التي تستعملها «مكتبة الإسكندرية» في التعامل مع النصوص العربيّة، على غرار معالجة الصور رقميّاً والتعرّف ضوئيّاً على الحروف Optical Character Recognition. وتضمّنت الورشة محاضرات نظرية وجلسات للتطبيق العملي. وتعتبر هذه الورشة واحدة من مجموعة مماثلة للتدريب على رقمنة النصوص العربية، تقدّمها «مكتبة الإسكندرية» منذ العام 2007 إلى عدد من شركائها كجامعة «ييل» Yale و«معهد الكويت للبحوث العلميّة»، والجامعة الأميركيّة في بيروت. وتعتبر ورشة العمل امتداداً لرسالة «بريل» المستمرة في نشر اللغة العربية وثقافة الشرق الأوسط منذ العام 1683. وخلال هذه السنوات، نشرت «بريل» مئات الكتب والمطبوعات عن منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى دراسات إسلامية من أبرزها «الموسوعة الإسلامية» على الإنترنت. وغالباً ما حرصت «مكتبة الإسكندرية» على المشاركة في هذه المبادرة التي تتماشى مع رسالتها في تطوير المحتوى الرقمي العربي. يذكر أن جامعة «ليدن» أنشئت في العام 1613. وتعتبر من أوائل المؤسسات المهتمّة بنشر الثقافة العربيّة ولغتها في أوروبا. وتعتبر دار «بريل» للنشر مؤسّسة أكاديمية دولية بارزة في20 مجالاً متنوّعاً كالتاريخ واللغة والدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، والدراسات الآسيوية، وعلم الأحياء، والقانون الدولي. وتعمل «بريل» عبر مكاتبها في مدينتي «ليدن» الهولنديّة و»بوسطن» الأميركية. وتنشر 200 مجلة وقرابة 700 كتاب سنويّاً، باصدارات ورقيّة وإلكترونيّة.