يمثل «مستودع الأصول الرقمية» («ديجيتال أستس ربوزيتوري» Digital Assets Repository، ويُعرف باسمه المختصر «دار» DAR) نظاماً معلوماتياً طوّره «المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية» (International School for International Studies، ويعرف باسمه المختصر «أي أس أي أس» ISIS) لإنشاء المحتوى الرقمي في مكتبة الإسكندرية. ويقدم «المستودع» مجموعة من الكتب المُرَقْمَنة في مجالات متنوّعة. وقد رقْمَنَت المكتبة 28 ألف كتاب، منها 24 ألفاً باللغة العربية، وُضعت على الموقع الالكتروني للمكتبة bibalex.org. ما يعتبر ذلك خدمة متقدمة لطلاب العلم والباحثين والأكاديميين إذ يتمكن زائر «دار» من الاطلاع على نسخ كاملة من الكتب على هيئة ملفات «بي دي أف» PDF، ما يمكنه من القراءة والطباعة، وكذلك يوفر عليهم مشقة البحث عن الكتب. ويستطيع زائر مقر «مكتبة الإسكندرية» الافادة من إمكان طباعة الكتب بالكامل. ويستطيع زوار الموقع الالكتروني للمكتبة أيضاً الاطلاع على 20 في المئة من الكتب، إذ يستطيعون التعرّف الى محتواها ومضمونها وحفظها على حواسيبهم الشخصية. مستودع رقمي متكامل يعمل نظام «دار» كمستودع متجانس لحفظ وأرشفة المواد التي ترقمِنْها مكتبة الاسكندرية، وتلك التي تحصل عليها من مصادر أخرى. ويتيح النظام الوصول إلى المجموعات الرقمية من خلال البحث على الإنترنت والاستعانة بأدوات التصفح. ومن أبرز أهداف «مستودع الأصول الرقمية» إدارة عملية الرقمنة بصورة مؤتمتة وضمها إلى المستودع. يتكون نظام «دار» الرقمي من وحدتين أساسيتين، هما: «مصنع الأصول الرقمية» Digital Assets Factory المسؤول عن إدارة عملية الرقمنة بالطرق الآلية؛ و «حافظة الأصول الرقمية» Digital Assets Keeper وتعمل كمستودع لمختلف أنواع الوثائق الالكترونية. وفي النصف الثاني من 2006، جرى إعداد وتنفيذ نسخة جديدة من مصنع الأصول الرقمية، حملت اسم «داف في 2» DAFv2، وذلك بهدف التغلب على التحديات التي قابلت النسخة الأولى. ويعتمد هذا النظام الذي جرى تركيبه في المعمل الرقمي ل «مكتبة الاسكندرية»، على مبدأ المصدر المفتوح Open Source System. ويقوم بإدارة عملية الرقمنة. وتساعد «داف في 2» على زيادة ديناميكية العمل من خلال السماح بتنفيذ مهمات استثنائية. وتقدم «داف في 2» تقريراً بالأعمال التي تُنجزها آلياً، وتتميز أيضاً بالمرونة، اذ تسمح بإتمام أكثر من مشروع في الوقت عينه، باستخدام مواد مختلفة. ومن مميزات نسخة «داف في 2» أيضاً أنها تسمح بإضافة الأدوات المستخدمة لأداء الوظائف المطلوبة، ما يفتح إمكان التعاون مع مؤسسات أخرى، مثل الاطراف المتشاركة في المبادرة الدولية التي تقودها «مكتبة الكونغرس» الأميركي تحت عنوان «مشروع المليون كتاب» Million Books Project. ومن المميزات التي يوفرها «مستودع الأصول الرقمية» للباحث إمكان البحث عن المواد العلمية والوثائقية، سواء كانت مكتوبة أم مصورة، في مجالات علمية مختلفة، تشمل العلوم الإنسانية (علوم الاجتماع والنفس والفلسفة والتاريخ والجغرافيا)، ومراجع في الأدب والبلاغة والتكنولوجيا والرياضيات والفقر، والسكان، والديانات والتعليم والإرهاب، والدوريات والخرائط والعلوم التطبيقية والمعارف العامة والمجموعات الخاصة والموضوعات المتعلقة بالسلام، والاستخدام السلمي للطاقة النووية، وحرية الصحافة والاتصالات، والحفاظ على التراث، والملكية الفكرية وحقوق النشر والماركات التجارية وبراءات الاختراع، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي، والنمو الاقتصادي وغيرها. إضافة الى ذلك، يستطيع زائر موقع «مكتبة الاسكندرية» الافادة من البحث في قسم «مستودع الأصول الرقمية» عن مقاطع الفيديو أو التسجيلات الصوتية، إذ يضم «دار» أنواعاً مختلفة من الوسائل السمعية والبصرية. وتغطي تلك المواد موضوعات متنوعة، تشمل التعليم، الدين، الثقافة، السياسة، أشرطة تسجيلية، أفلام سينمائية وغيرها، إضافة إلى تسجيلات لمؤتمرات «مكتبة الإسكندرية» ومعارضها وحفلاتها الموسيقية والفنية وغيرها. بساطة في الاستعمال ويقدم «دار» طريقة مبسطة للبحث، إذ يستطيع المستخدم البحث عن ضالته من طريق استخدام كلمة مفتاحية أو البحث بالموضوع أو باسم المؤلف أو عنوان الكتاب أو الناشر أو سنة الإصدار أو رقم الإيداع أو رقم ايداع الكتاب في «مكتبة الإسكندرية». ويعتبر مستودع «دار» الرقمي إسهاماً من «مكتبة الإسكندرية» في ما يجري من ثورة عارمة في عالم المعلومات والاتصالات، إذ يعمل على حفظ الكتب والمراجع التي تقتنيها المكتبة من التلف والضياع. كما يأتي هذا المشروع في ظل فقر المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية وضآلته، بالمقارنة مع المحتويات الرقمية باللغات الأخرى، على رغم أنه شهد زيادة ونمواً مستمرين في الآونة الأخيرة. واستطاعت «مكتبة الإسكندرية» استقطاب العديد من مستخدمي الإنترنت للدخول إلى موقعها الإلكتروني، ما تطلب إرضاء هؤلاء المستخدمين وتقديم أفضل الخدمات لهم من خلال محتوي رقمي متميّز. ومن هذا المنطلق، وقّعت المكتبة أخيراً مذكرة تفاهم مع شركة «مايكروسوفت» ممثلة في «مركز الأبحاث المصري»، لإنجاز مجموعة من المشروعات الفريدة لإدارة المحتوى الرقمي، وذلك في إطار التعاون المستمر مع الهيئات الثقافية والتعليمية المختلفة. وحضر توقيع الاتفاق مجموعة كبيرة من قيادات «مايكروسوفت» و «مكتبة الإسكندرية». وتهدف هذه الاتفاقية إلى مشاركة الطرفين في تطوير خدمات «المكتبة الرقمية» في المكتبة، وكذلك الأمر بالنسبة للحاسبات الشبكية المُتوازية، توخياً لخدمة رواد المكتبة من هواة البحث العلمي. وجاء توقيع اتفاقية التفاهم ليمثل البداية الرسمية للتعاون بين المؤسستين الكبيرتين في مشروعات متنوّعة تستهدف إطلاق مجموعات من الخدمات المتنوعة ضمن المكتبة الرقمية للمكتبة، خصوصاً مع الافادة من خبرات الطرفين في تقنيات إدارة المحتوى للمساعدة في تحقيق رؤية «مكتبة الإسكندرية» التي تعتبر نفسها من أهم المراكز في المنطقة العربية لإنتاج ونشر المعرفة على أوسع نطاق. وكذلك تظهر أهمية الاتفاق لشركة «مايكروسوفت» في مصر، في تعاونها مع «مكتبة الاسكندرية»، في ابتكار خدمات متطوّرة في المكتبات الرقمية والموارد البشرية، إضافة إلى تحديد مناهج بحثية متقدمة في إطار خدمات المكتبة الرقمية المتقدمة. والمعلوم أن «مكتبة الإسكندرية» تحرص على تحقيق الريادة عالمياً في المجال الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك تسعى لأن تصبح ملتقى للعلماء من كل أنحاء المعمورة ومحراباً لدراسة التقنيات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ولتطوير السبل التكنولوجية الحديثة التي تحقق للمكتبة أهدافها وتعزز من مكانتها. وكذلك تستكمل المكتبة مسيرتها في تبني عدد من المشروعات الرقمية والتكنولوجية التي تحقق لها ريادة على مستوى عالمي. وخلال القرن العشرين جرى إعادة تعريف الدور الذي تلعبه المكتبات مع الثورة الرقمية وازدهارها. وفي هذا السياق، ظهرت المكتبة الرقمية باعتبارها مساحة افتراضية للمحتويات جميعها، وضمنها الكنوز الثقافية والإنتاجات الثقافية المتنوّعة. وقد بات من المستطاع تخزين تلك الأشياء جميعها في شكل معلومات رقمية، بحيث يمكن الوصول إليها عبر أجهزة الكومبيوتر. وتسهل هذه الطرق كثيراً من عملية الوصول للمواد المطلوبة الأمر الذي يقلل المجهود المطلوب من الباحثين لإنجاز أبحاثهم. وبهذه الطُرُق، يتوسّع نطاق الخدمات التي تقدمها المكتبات لزوارها. وغني عن القول ان تلك الخدمات التكنولوجية المتقدمة شكّلت موضعاً لإهتمام «مكتبة الإسكندرية» في شكل دائم.