كشف مسؤولو مكتبة الإسكندرية عن عزمهم إطلاق مشروع لرقمنة جميع الدوريات الثقافية الصادرة في مصر والعالم العربي، سواء المستمرة في الصدور أو التي توقفت. وقال مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب، إن الرقمنة ستتيح لهذه المجلات الإطلالة على موقع المكتبة الرقمية، التابع لمكتبة الإسكندرية على شبكة "الإنترنت". وأضاف خلال الندوة التي نظمها أول من أمس بيت السناري الأثري بالقاهرة، للاحتفاء بمجلة "تراث" الصادرة عن نادي تراث الإمارات، أنه ستتم إتاحة هذه الدوريات، لجميع قراء اللغة العربية بالمجان، في إطار حرص المكتبة على نشر الثقافة العربية، والاستفادة من التقنيات الحديثة. ولفت عزب إلى أن بداية هذا الترقيم ستكون بمجلة " تراث"، بعد الاتفاق الذي أبرم مع إدارة المجلة بإتاحتها على المكتبة الرقمية لمكتبة الإسكندرية، "خاصة أن هذا النوع من المجلات يعمل على نشر التراث المعرفي والحضاري والفكري، دون حصره في إطار محدد". وكشف عزب عن خطة لمكتبة الإسكندرية للحفاظ على التراث العراقي بالسعي إلى رقمنة مجلة "المورد" العراقية، "، لافتا إلى أن الترقيم سيشمل أيضا مجلتي"الديار، المشرق"، وغيرهما من الدوريات التي توقفت عن الصدور. غير أن المشكلة التي أوردها عزب في سياق حديثه عن رقمنة الدوريات الثقافية والتراثية هي حصول المكتبة على حقوق الملكية الفكرية، داعيا مقتني هذه الدوريات إلى التعاون مع المكتبة لإحداث هذه الرقمنة، مؤكدا أن "كل هذا سيعمل على إتاحة التراث والثقافة العربية على المكتبة الرقمية العربية، بالإضافة إلى رقمنة مطبوعات نادي تراث الإمارات وإتاحتها عبر المكتبة الرقمية، إلى غيرها من المشروعات ذات الصلة". من جانبه، لفت مدير تحرير مجلة "تراث" حنفي جايل، إلى أهمية الدور الذي تبذله المجلة في نشر التراث المادي وغير المادي، سواء في داخل دولة الإمارات أو في محيطها الخليجي، و اتساعه للدائرة العربية ثم الإسلامية.. ثم إلى التراث العالمي. وقال جايل إن المجلة تحظى بدعم ورعاية كبيرة من نادي تراث الإمارات الصادرة عنه المجلة، ويأتي صدورها في إطار زخم ثقافي وإعلامي تعيشه إمارة أبوظبي، والتي شهدت أخيرا صدور مجلة "الإعلام والعصر"، من خلال المركز الثقافي الإعلامي. أما رئيس مجلس إدارة دار الهلال الكاتب الصحفي حلمي النمنم، الذي أدار الندوة، فأكد على أهمية الدور الذي تلعبه مجلة "تراث" في نشر التراث بمفهومه الواسع، وليس بمفهومه الضيق كما يتصور البعض، مرحبا بعدم إعلان المجلة عن محكميها، "حفاظا على سريتهم، فضلا عن ضمان جودة المادة المنشورة، لعدم ممارسة ضغوط من أي طرف على هؤلاء المحكمين، لنشر مواد يمكن أن تفتقر إلى السياق العلمي والمهني". وبدوره، تناول الدكتور يحيي محمد محمود، المستشار العلمي للمجلة، المعايير العلمية المتعلقة بتحكيم المقالات المنشورة بالمجلة، معتبرا هذا الدور بالغ الأهمية، غير أنه أكد أن "هناك حرصا ودعما على أن تصل المجلة إلى جميع القراء، سواء كانوا متخصصين أو غيرهم". ولفت إلى نجاح المجلة في استقطاب مجموعة من الشباب الإماراتيين للكتابة بالمجلة، مدعومين في ذلك بأساتذة من الجامعات المصرية، مؤكدا حرص المجلة على الإسهام في المناسبات الوطنية لدولة الإمارات، فضلا عن تغطيتها للمناسبات الدينية، خلاف التراث المتنوع، سواء كان إماراتيا أو خليجيا، أو عربيا أو إسلاميا أو عالميا.