لم يفلح دعم حجمه 150 مليون دولار من الرئيس السابق جورج بوش الابن ووالدته بربارة بوش والمؤسسة الحزبية، في إنقاذ حملة حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش الذي انسحب من السباق الجمهوري ليل السبت - الأحد، بعد خسارات متلاحقة، أنهت آخر طموحات العائلة الرئاسية، أمام صعود نجومية دونالد ترامب الذي اكتسح ولاية ساوث كارولينا نهاية الأسبوع الماضي. وقابلت «عشوائية» السباق الجمهوري، عودة التوازن إلى السباق الديموقراطي تجسدت في تحقيق وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون فوزاً ثميناً في ولاية نيفادا، أوقف زخم السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز، وأعاد كلينتون إلى صدارة السباق بفضل دعم الأقليات والمعتدلين. وينتظر الحزبين أسبوع حاسم، استعداداً ل «الثلثاء الكبير»، إذ تحاول المؤسسة الجمهورية وقف ترامب، والديموقراطية تثبيت كلينتون. وفي وقت تنفست المؤسسة الديموقراطية الصعداء لفوز كلينتون في نيفادا، عاشت المؤسسة الحزبية الجمهورية أسوأ كوابيسها، لفشل كل المحاولات لإيقاف قطار ترامب الذي يزداد جموحاً مع توالي المحطات الانتخابية، ولم يبق أمامه سوى استحقاق في نيفادا قبل خوض انتخابات «الثلثاء الكبير» الحاسمة في مطلع آذار (مارس) المقبل، ما لم ينجح منافسه الجمهوري السناتور ماركو روبيو في كبح تقدمه بعدما بات جيب بوش خارج المعادلة. أتى الانهيار في معسكر بوش بعد حلوله في المركز الرابع في ساوث كاورلينا، بنسبة 7.8 في المئة في مقابل 32 في المئة لترامب الذي تصدر الاستحقاق تلاه روبيو في المركز الثاني ب 22 في المئة. وكانت خسارة بوش مميزة في الولاية الجنوبية التي أهدت أخاه ووالده ثلاثة انتصارات، ما شكل صفعة للعائلة، ومؤشر تحول جذري في ميول الحزب الجمهوري. وبدا أن «وسطية» بوش واعتداله في السياسات الاقتصادية والخارجية، انهارتا أمام «شوفينية» ترامب الذي يركب موجة اليمين وفاز بولايتين من أصل ثلاث حتى اليوم. وحاولت المؤسسة الحزبية معالجة التصدّع في صفوف المعتدلين، بعدما كان بوش مرشحها المفضل الصيف الماضي، وانتقلت إلى دعم روبيو السناتور عن ولاية فلوريدا باعتباره رهاناً جديداً لوقف ترامب. وكان من المتوقع أن يعلن المرشح السابق ميت رومني أمس، دعمه روبيو، كما تضغط المؤسسة الجمهورية على بوش لدعم السناتور الشاب قبل انتخابات نيفادا يوم غد. وتعوّل القيادة الجمهورية على رصّ صفّ المعتدلين خلف مرشّح واحد لوقف ترامب، قبل «الثلثاء الكبير» حين تصوّت الولايات الأكبر. ويتخوّف الجمهوريون من أن فوز ترامب بلقب مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، يعزز احتمالات خسارة الحزب الرئاسة أمام الديموقراطيين، نظراً إلى خطاب ترامب المعادي للأقليات والمسلمين. وفي الصفّ الديموقراطي، أوقفت كلينتون مسار انزلاق حملتها نحو سيناريو 2008 حين خسرت أمام باراك أوباما. وانتشلت فوزاً محورياً في ولاية نيفادا بنسبة 52 في المئة في مقابل 47 في المئة لساندرز. ويعني الفوز وقف زخم ساندرز بعد إلحاقه الهزيمة بالسيدة الأولى سابقاً في نيو هامبشير، وتثبيت تحالف كلينتون من المعتدلين والأقليات. وصوّت 76 في المئة من الأفارقة الأميركيين لكلينتون في نيفادا، كما غصت كازينوهات لاس فيغاس حيث تمّ الاقتراع، بمؤيدي المرشحة من الطبقة العاملة والأقليات اللاتينية والأفريقية. وتساعد الروزنامة الانتخابية هيلاري كلينتون في تعزيز تقدمها مع انتقال السباق الديموقراطي إلى كارولينا الجنوبية حيث تتقدّم بدعم الصوت الأسود بفارق 20 نقطة. ويتكرّر هذا الدعم في ولايات الجنوب الأميركي وفي ميشيغان والولاياتالشرقية باستثناء ماساشوستس. ويتفوّق ساندرز بين الشباب والرجال البيض الذين صوّتوا بكثافة لحملته.